السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفتُ على فتاةٍ في مكان العمل، وأحببتُها حبًّا شديدًا، وهي كذلك تُحبّني، وأرى أنها تناسبني في كثيرٍ من الأمور، غير أنها أقلُّ منّي تدينًا، ومع ذلك فهي تستجيب لنصحي وإن كان ببطء.
فقد نصحتُها بترك المكياج فاستجابت وتخلّت عنه تمامًا، وعلّمتُها عقيدتنا الصحيحة عقيدة أهل السُّنّة -لأننا في بلدٍ تكثر فيه الفِرَق المختلفة-، وبفضل الله استجابت وقالت إنّها لم تكن تُدرك كمية الضلال الذي يحيط بنا، كما نصحتُها بحفظ القرآن فاشتركت في دورة لذلك بالفعل.
ومع هذا، ما زلتُ متردّدًا وخائفًا، فلم أستطع أن أحسم قرار الزواج منها بصورة عملية، كثيرًا ما أفكّر: هل هذه هي ذات الدين التي أوصى بها النبي ﷺ؟ وأخشى أن أعجز عن إقامة دينها فتكون سببًا لفتنتي في ديني، كما أنني أخاف على دين أبنائي من بعدها، فهي ستكون أمّهم إن قدّر الله ذلك، وأتخوّف ألّا تُساعدني على تنشئة أبناءٍ يحملون راية الدين.
أنا لم أنشأ في بيتٍ متدين، لكنّ الله عز وجل هداني، أما هي فمن بيتٍ في نفس مستوى التدين تقريبًا، ومع ذلك فإنني حين أرى زيّها – وهو ليس فاحشًا لكنه غير شرعي كامل – أشعر بالحرج؛ إذ لا أراه الزيّ الذي يرضي الله تعالى، ويُداخلني وسواس آخر: أن تكون طاعتها هذه فقط بدافع حبّها لي، لا ابتغاء وجه الله.
أنا في حيرة شديدة؛ أخشى إن تزوّجتُها أن أندم، وأخاف إن ابتعدتُ عنها أن أكون قد أخطأتُ وفوّتُّ على نفسي خيرًا كثيرًا في ديني ودنياي، لقد استخرتُ الله عز وجل، ولكنني ما زلت محتارًا تمامًا.