الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هناك علاقة بين التهاب القصبات والانسداد الرئوي؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 27 سنةً، تم تشخيصي بمرض التهاب القصبات المزمن منذ سنتين، مع العلم أن الأعراض تظهر كسعال وبلغم لمدة شهر أو شهرين في السنة، وباقي الأشهر تختفي الأعراض، فهل هو نفسه الانسداد الرئوي المزمن، أم لا؟

مع العلم أن الطبيب اكتفى بذكر التهاب القصبات المزمن، وهل هو خطير؟ مع العلم أني لا أدخن ولم أدخن أبدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أسأل الله لك دوام الصحة والعافية، وأن يشرح صدرك بالطمأنينة، وأطمئنك منذ البداية أنّ حالتك -بإذن الله- ليست خطيرةً، ولكن من المهم أن تفهم الفروق بين التهاب الشعب المزمن، والانسداد الرئوي المزمن، لتكون الصورة أوضح لديك:

الفرق بين التهاب الشعب الهوائية المزمن، والانسداد الرئوي المزمن (COPD):

التهاب الشعب الهوائية المزمن يُشخَّص عندما يكون هناك سعال مصحوب بالبلغم لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر في السنة، ولسنتين متتاليتين، من غير وجود سبب آخر يفسِّر ذلك.

أمّا الانسداد الرئوي المزمن: فهو مرض أشمل يضم التهاب الشعب المزمن، وانتفاخ الرئة، ومشكلات الشعب الهوائية الصغيرة، ويُشخَّص فقط عن طريق فحص خاص بالرئة يُسمّى قياس التنفس: (Spirometry)، يبيّن وجود انسداد في مجرى الهواء لا يزول تمامًا؛ حتى بعد استخدام الأدوية الموسّعة للقصبات.

بمعنى: ليس كل مريض بالتهاب الشعب المزمن لديه انسداد رئوي مزمن، وليس كل مريض بانسداد رئوي مزمن مصاباً بالتهاب الشعب المزمن.

العمر وعوامل الخطورة: غالبًا ما يظهر كلا المرضين بعد سن الأربعين، والتدخين هو السبب الأول، وهناك أسباب أخرى، مثل: تلوث الهواء، التعرّض للغبار في أماكن العمل، وبعض العوامل الوراثية.

خطورة المرض: التهاب الشعب المزمن وحده لا يكون خطيرًا جدًا إذا كانت الأعراض محدودةً، وتظهر في فترة معينة ثم تختفي، وتزداد الخطورة إذا تطور إلى انسداد رئوي مزمن؛ لأنه مرض يتفاقم مع الوقت، ويسبب ضيقًا في التنفس، ومضاعفات أخرى، وبما أنّك لا تدخّن مطلقًا، فهذا يقلّل من الخطر كثيرًا.

العلاج والنصائح: الابتعاد تمامًا عن التدخين، والمدخنين، والملوثات، وأخذ لقاح الإنفلونزا، واللقاح المضاد لالتهاب الرئة الجرثومي؛ للوقاية من المضاعفات.

العلاج يعتمد على الأعراض: فقد يصف الطبيب بخاخات موسّعة للشعب، وإذا حدثت التهابات تُعالج بالمضادات الحيوية، وممارسة الرياضة الخفيفة، وتمارين التنفس تساعد على تقوية الرئتين.

وبالله التوفيق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً