السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء.

منذ حوالي شهر، بدأ ألم شديد جدًا في ذراعي الأيسر، مع ظهور كتلة عضلية متصلبة، تكاد تكون مركز الألم، بالإضافة إلى تنميل في أصابع اليد اليسرى، وبعد إجراء التشخيص والفحوصات والأشعة، تبيّن وجود ضغط بسيط في فقرات الرقبة على الأعصاب، وكذلك اختناق بسيط في أحد الأعصاب، حسب كلام الطبيب، والحمد لله على كل حال.

تلقيت العديد من العلاجات المكثفة ليلًا ونهارًا، وقد خف الألم لمدة أسبوع، ثم عاد مرة أخرى بنفس القوة، وظهرت العضلة المتحجرة من جديد في نفس المكان، فوق الكوع وقبل الكتف تحديدًا.

أنا الآن مرهق نفسيًا بسبب عودة الألم، وأتساءل: ما الحل؟ وهل هذا أمر شائع؟ وهل يستغرق العلاج عادة أكثر من شهر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض التي تعاني منها غالباً ما تشير إلى حالة تسمى: الاعتلال الجذري الرقبي، وهي تنجم عن ضغط أحد الأعصاب التي تخرج من الرقبة وتغذي الذراع.

الكتلة المتحجرة التي ذكرتها أعلى الكوع وأسفل الكتف، غالبًا ما تكون عبارة عن شد عضلي انعكاسي، أي أن العضلة مشدودة كرد فعل للألم العصبي، وتحاول أن تحمي العصب أو المنطقة المصابة، كما أنها من الممكن أن تكون نقطة محرضة (نقطة ألم عضلية مزمنة)، تسبب ألمًا يمتد إلى الذراع، وتزيد التشنج، وكثير من هذه الحالات يكون فيها التحسن بطيئاً وتدريجياً، وغالبًا الألم يتناوب بين الخفيف والشديد، وهي دورة معروفة في هذا النوع من الحالات.

بعض المرضى يحتاجون إلى جلسات علاج طبيعي منتظمة،لمدة شهرين أو أكثر؛ حتى يشعروا بتحسن دائم، والبعض الآخر قد يحتاجون إلى التداخل الجراحي، لإزالة الضغط عن الجذر العصبي.

بالنسبة لحالتك، مع عودة الألم وبنفس القوة، فعليك مراجعة الطبيب مرة أخرى؛ من أجل إعادة التقييم، وبيان ما إذا كان هناك تغير في درجة انضغاط العصب، وقد يحتاج الأمر إلى إجراءات تشخيصية إضافية، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي؛ لتأكيد التشخيص.

وفي أثناء ذلك يمكنك تجربة ارتداء طوق رقبي (رقبة اسفنجية) تجده في الصيدليات، ويجب أن يكون بقياس ملائم لرقبتك؛ من أجل التخفيف ما أمكن من حركة الرقبة؛ لتجنب حدوث انضغاط الجذر العصبي بشكل إضافي.

ولابد من ذكر أن أكثر من 80% من هذه الحالات تتحسن مع الوقت والعلاج الطبيعي، والجراحة نادرة جدًا إلا في الحالات المتقدمة، خاصة بأنك ذكرت أن الطبيب وصفها بأنها بسيطة.

مع التمنيات بالشفاء التام، والله ولي التوفيق.