السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وبياكم، وجعل الجنة مأوانا ومأواكم.

هذه رسالة من صديقتي تصف فيها مشكلتها في النوم، تقول: إنها مريضة تصلب لويحي، لا تستطيع النوم، وتشعر بشيء كالنبض في رأسها، وتشعر بأنها تريد الاستفراغ في كل وقت، وكذلك تشعر بصوت في أذنها، مع فرط في التفكير.

أتمنى الرد العاجل؛ فقد مضت أيام ولم تنم غير ساعات معدودة. جزاكم الله كل خيرًا، وبارك في جهودكم، ونفع بكم الأمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مجموعة الأعراض التي تعاني منها صديقتك من الشائع حدوثها لدى مرضى التصلب اللويحي، وهي قد تكون ناجمة عن نوبة من نوبات المرض، أو أثر جانبي لأدوية معينة، أو ضغط نفسي شديد أدى إلى تدهور عصبي، أو مشكلة في الأذن الداخلية وجهاز التوازن، ولكن هناك علامات يجب التنبيه لها؛ لأنها قد تشير إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل عاجل؛ لأنها بحاجة إلى تقييم وعلاج فوري؛ لاحتمال وجود نوبة تصلب جديدة، وهذه العلامات هي:
• الأعراض بدأت فجأةً.
• الغثيان مستمر ولا يتوقف تلقائيًا.
• النوم شبه منعدم.
• الطنين مزعج جدًا، أو مصحوب بصداع شديد.

أما إن لم تكن الأعراض المذكورة أعلاه موجودة، فهناك مجموعة من الإجراءات التي قد تساعد على السيطرة على الأعراض التي تعاني منها صديقتك.

بالنسبة للنوم:
• شاي أعشاب مهدئ (بابونج، نعناع).
• بيئة هادئة معتمة.
• تجنب الهاتف والإضاءة.
• قراءة قرآن بصوت خافت، أو الاستماع للقرآن.
• تنفس عميق (تمرين 4-7-8: شهيق 4 ثوانٍ، حبس النفس 7 ثوان، زفير 8 ثوان).

بالنسبة للغثيان:
• منقوع الزنجبيل (في حال لم يكن هناك مشاكل في المعدة).
• شرب ماء فاتر على فترات.
• تجنب الأكل الثقيل.
• النوم على الجانب الأيمن.

بالنسبة للطنين:
• تجنب الأصوات العالية.
• سدادات أذن خفيفة.
• تطبيق كمادة دافئة خلف الأذن.

بالنسبة للدعم النفسي والروحي، فذكّريها أنه: "لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها"، وإن كانت تمر بوقت عصيب، فإن الله مطّلع على ما في قلبها، ويجازيها على صبرها، حتى في لحظة قلق أو ألم لم تنم فيها.

مرض التصلب من الأمراض التي يُكفّر بها الذنوب، ويُرفع بها الدرجات، ولكن أمر الله بالتداوي، بأن تُطالب بالعلاج، والرعاية، والراحة النفسية، ولا ننسى ضرورة مراجعة الطبيب في حال عدم الاستفادة من هذه التعليمات؛ من أجل نفي وجود هجمة تصلب جديدة.

مع التمنيات بالشفاء التام، والله ولي التوفيق.