السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبتُ هذه الرسالة على أمل أن تكون نقطة تغيير في حياتي.
لقد كنتُ تلك التلميذة المجتهدة التي تحصل على أعلى المراتب، وبشهادة أساتذتي كنتُ ذات تركيز وثقة بالنفس عاليين، وكنتُ تلك التلميذة التي تمنت دراسة الطب، ولم ترغب في غيره، ولكن في فترة كورونا، دخلتُ في حالة من الاكتئاب الحاد، فقدتُ بسببها طعم الحياة وفرحتها.
دخلتُ كلية الطب بتقدير ممتاز، ولكن الأمر لم يكن كما توقعت؛ فبعد أن كان حلمي، شعرتُ أنني غريبة في تلك الكلية، ومقارنة نفسي بالآخرين زادت الأمر سوءًا. حاولتُ أن أجتهد وأكون من الأوائل كما كنت، لكن كانت النتيجة غير كافية، فشعرتُ أنني لا أستحق هذا التخصص النبيل، وسرعان ما تراجعت علاماتي التي كانت جيدة إلى مستوى قريب من الرسوب التام.
حاولتُ أن أعود، ولكنني لم أعد أستطيع فتح الكتاب، وحتى في كل مرة أقرأ فيها حرفًا، أتذكر الرسوب وأشعر أنني لن أصل أبدًا، وإذا أجبرتُ نفسي على ذلك، أجد تركيزي منعدمًا تمامًا، ولا أتذكر كلمة قلتها للتو.
أصبحتُ أعاني من إدمان مواقع التواصل لأتهرب من مسؤولياتي، ولأنسى خيبة أملي في نفسي، وخيبة والديّ اللذين لطالما أرادا أن يرَياني طبيبة، لكنني لم أعد أرى نفسي في هذا الطريق، أصبحتُ أعاني من القلق، ومن البكاء دون سبب أحيانًا.
حاولتُ أن أراجع علاقتي مع الله، لعلها تكون المفتاح الذي أبحث عنه، ولكن، وكأي إنسان يرتكب معاصي ويريد أن يتوب عنها -كاستماع الأغاني-، شعرتُ بالفتور، فغاب الخشوع عن صلاتي، وأصبحتُ أستثقل الدعاء لنفسي بالصلاح والفرج.
الكلام قليل، ولكن القلب قد امتلأ لآخره، وهناك الكثير لم أقله، فالكلمات خانتني، لا أعرف ما مشكلتي، لا أعلم متى بدأت تقريبًا، ومتى ستنتهي، وأسأل أهي عين، أم سحر، أم مرض نفسي، أم شيء آخر؟ أرجو ردًا سريعًا، فإني لم أعد أعرف ماذا أفعل.
وجزاكم الله خير الجزاء.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

