السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، والحمد لله أنني مسلمة، ولكن لم يخلُ الأمر من ارتكاب الذنوب والمعاصي، وفي مثل هذه الأيام، أي في شهر 12، تبت إلى الله وبدأت أتقرب إليه أكثر، وأتعلم السنن، وأشاهد مقاطع لبعض الشيوخ، أحاول أن أتفقه في الدين وأتقرب إلى الله.
منذ أن تبت إلى الله، وكأنني أعيش مع عائلة ليست مسلمة؛ لا يتقبلون أي نصيحة أو أي شيء أقوله لهم، مثل: "هذه بدعة"، "هذا الفعل لا يجوز"، فيغضبون مني ويقولون: "كفاكِ مشاهدة لهؤلاء المشايخ، واتّبعي مشايخ البلد خاصتنا"، وهكذا، فمنذ ذلك الوقت لم أعد أنصحهم، أو أتكلم معهم في أمور الدين، وأصبحت في عزلة داخل منزلي، حيث لا يوجد دوام جامعي ولا شيء، سوى الفيديوهات الدينية والعبادات.
بعد شهر أو أكثر من التزامي، وعزلتي وتوبيخ أهلي لي كل فترة، أصابتني الوساوس، مع أنني لم أكن هكذا في بداية التزامي، واشتدّ الأمر عليّ أكثر فأكثر، حتى باتوا يقولون لي: "أنتِ متشددة، أنتِ تطيلين في الحمام، ماذا تفعلين؟ هل تتعاملين مع الجن؟" وهكذا.
حاولت أن أعالج نفسي عدة مرات؛ استعجلت في الوضوء، ولم ألتفت إن كان هناك نجاسة أم لا، واطلعت على فتاوى في الموقع لكي أخفف على نفسي، لكن دون جدوى، حتى تواصلت مع شيخ وأخبرته أنني أعاني من كسل في الأمعاء؛ مما يسبب لي غازات، فقال لي: إنني معذورة، وأستطيع الصلاة ولو خرج شيء، لكن عندما حاولت التطبيق لم أستطع؛ أكرر الفاتحة في الصلاة وبعض آياتها.
كما أن هناك فتوى تقول: إن من كثر عليه الوسواس في الأمور اللفظية في الصلاة سقط عنه الوجوب، فطبقتها مرة لمدة أسبوع وارتحت، وأصبحت أصلي أسرع، لكن بعدها جاءني وسواس أنني تعالجت، ويجب أن أكرر مرة أخرى.
حتى بالنسبة لفتوى الغازات لم أستطع تطبيقها؛ لأنني خفت أن أكون لست صاحبة عذر، إذ منذ أن قال لي الشيخ: "صلّي ولو خرج ريح"، أصبحت الغازات أخف، وصرت أقدر على الصلاة، فأشعر أنني بلا عذر، ولا أعلم.
أعتذر عن الإطالة، لكن أرجوكم ساعدوني: كيف أتخلص من هذه الوساوس؟ كيف أصلي وأتوضأ بسرعة؟ كيف أتخلص من التوتر؟ لقد تعبت، صدقوني! كيف أتحمل أهلي دون الدخول في مشاكل وعقوق، حيث كلما حصل جدال أنفعل وتغضب أمي، وأنا أحاول الالتزام ويأتيني شعور العقوق، أريد ارتداء النقاب والعباية، لكنها لا ترضى، كيف أقنعها؟ أعلم أنها ستقول لي: "حسني أخلاقك، وأوقفي وسواسك، وبريّني، فالعبرة ليست باللباس".
لا أعلم، فأنا أريد الالتزام ولا أريد أن أعق أهلي، ولا أريد أن أوسوس، ماذا أطبق؟ ساعدوني.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

