الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ورهاب مصحوب برعشة في عضلات الجسم!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني من قلق ورهاب مزمن مصحوب برعشة وتقلص في عضلات الجسم، ونبض كلي لكافة أعضائي منذ ما يزيد على عام، وقد استشرت طبيباً عاماً فوصف لي فافرين وقد تحسنت حالتي النفسية بعض الشيء إلا أن التقلصات لم تختف، ولم أستمر على العلاج سوى شهر لسفر الطبيب الذي لم يوضح لي كم مدة استخدامه، وإن كان له أعراض جانبية، مثل الدوخه عند الوقوق، والتعب المتواصل، وبطء في نبضات القلب 65 في الدقيقة.

سبق لي استخدام زيروكسات شهر واندرال 3 أشهر، ولم أدر هل التحسن البسيط الذي طرأ علي ناتج عن الفافرين أم من الاندرال؟ أما الزيروكسات فلم يناسبني إطلاقاً، والآن أرغب في مواصلة استخدام الفافرين، والسبراليكس، فهل هناك تعارض بينهما؟ بالإضافة للاندرال، وكم المدة اللازمة للعلاج؟

علماً بأن ما يؤرقني هو ذلك التقلص المصحوب بما يشبه القشعريرة أحياناً، وألم في اليد اليسرى، وبين الأكتاف، وهل مرد ذلك لأسباب نفسية أم عضوية؟ علماً بأن لدي تسارعاً في نبضات القلب تصل إلى 90 درجة، وارتفاع عصبي للضغط.

ودمتم سالمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أيها الأخ الكريم: كل الأعراض التي ذكرتها هي ناتجة من القلق، وهذا الشعور بالنبض الكلي والرعشة هو ناتجٌ عن إفراز زائد في مادةٍ تُعرف باسم الأدرانلين، تؤدي على هذه الأعراض الجسدية، وتجعل الإنسان أكثر حساسية في مراقبة وظائف أعضائه.

العلاج يا أخي بسيط جدّاً، وهنالك عدة سُبل متاحة الآن، من أهمها بالطبع العلاج الدوائي، ولكن الدواء دائماً يتطلب الالتزام والاستمرار، وتناول الجرعة الصحيحة، ومعظم الأدوية التي ذكرتها فعّالة لعلاج هذه الحالة، وهي الزيروكسات والفافرين والسبراليكس، ويُعتبر الأندرال علاجاً مساعداً وليس علاجاً أساسياً.

أنا بالطبع لستُ من المدرسة التي تؤيد الإكثار أو الخلط بين الأدوية، إنما تناول الدواء بصورة صحيحة وجرعة سليمة، وأن يكون دواءً واحداً أو اثنين على الأكثر.
أنت ترغب في استخدام الفافرين والسبراليكس، وهذا غير متعارض، لكن ربما لا يكون هنالك داعي له، عموماً أوضح لك العلاقة بين الدوائين فيما يخص الجرعة.
الجرعة القصوى للفافرين هي 300 مليجرام في اليوم، والجرعة القصوى للسبراليكس هي 20 مليجرام في اليوم، أي إذا أراد الإنسان أن يستعمل الدوائين مع بعضهما البعض، فلابد أن يكون حذراً في حساب الجرعة، فأنت على سبيل المثال: إذا أردت أن تستعمل السبراليكس بجرعة 10 مليجرام في اليوم، فيجب ألا تتعدى جرعة الفافرين 150 مليجرام في اليوم.

وربما يكون الوضع الأفضل بالنسبة لك هو أن تتناول الفافرين بجرعة 100 مليجرام في اليوم، وتتناول السبراليكس 10 مليجرام في اليوم؛ فهنا تكون الجرعة سليمة وصحيحة ولا يوجد أي تعارض بينهما أيها الأخ الفاضل.

أما بالنسبة لمدة العلاج، فهي تتفاوت من إنسانٍ إلى إنسان، ولكن أقلها هي ستة أشهر، والكثير من الناس يتحسن بعد شهر أو شهرين من بداية العلاج، ثم يبدأ في التوقف عن الدواء؛ وهذا خطأٌ كبير..

أنا من أنصار المدرسة التي تقول إنه من الضروري على الإنسان أن يواصل العلاج بجرعة وقائية لمدة ثلاثة أشهر بعد الشفاء والاختفاء التام للأعراض، هذا هو الذي أؤيده، وهذا هو الذي أراه، وهذا هو الذي أشارات له معظم الأبحاث، فعليك أن تحسب حساباتك الطبية والعلاجية على هذا الأساس.

بالنسبة للإندرال، لا مانع في تناوله، فهو يُعتبر علاجاً إضافياً جيداً، وهنالك نوع من الإندرال يعرف باسم إندرال LA80، وهو يُؤخذ كبسولة واحدة في اليوم، وإذا لم يكن ذلك متوفراً، فيمكنك أن تتناول الإندرال العادي بجرعة 20 مليجرام صباح و20 مليجرام مساء.

وحين تتوقف عن الإندرال، أرجو ألا تتوقف عنه فجأة، إنا تخفف الجرعة بمعدل 10 مليجرام كل أسبوع، وهذا هو الأفضل، ومدة العلاج بالإندرال يمكن أن تكون ثلاثة إلى أربعة أشهر..

أما الفافرين والسبراليكس فكما ذكرت لك سابقاً يجب أن تأخذهما لمدة أطول وتكون كافية، وحتى أكون أكثر دقةً أرجو أن تستمر على الفافرين، وبعد أن تُشفى بصفةٍ تامة استمر على نفس الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض الفافرين بجرعة 50 مليجرام كل أسبوعين، وخلال هذه المدة استمر على السبراليكس، ثم بعد ذلك خفض السبراليكس بمعدل 5 مليجرام كل شهر حتى تتوقف عنه.

بالنسبة للتقلصات والانشدادات العضلية والقشعريرة، فهي من صميم الأعراض الجسدية للقلق والتوتر، وكذلك الألم الذي يأتيك في اليد اليسرى، وهذا يُعرف برهاب مرض القلب؛ حيث أن الإنسان يتخيل أو يتصور أنه يُعاني من علةٍ في القلب، ومرد ذلك هو أمر نفسي قاطع وليس عضويّاً.

سوف تستفيد كثيراً من ممارسة الرياضة لاختفاء هذه الأعراض، وبالطبع سوف تفيدك الأدوية أيضاً بصورةٍ ممتازة وفعّالة.

وهنالك دواء يُعرف باسم فلونكسول، يمكنك أيضاً أن تتناوله بمعدل نصف مليجرام -أي حبة واحدة في الصباح- لمدة ثلاثة أشهر، يُعرف عن هذا الدواء أنه يزيل الأعراض الجسدية المرتبطة بالقلق النفسي.

ويوجد عقار آخر يعرف باسم دوجماتيل، أيضاً له هذه الميزة الممتازة، وإذا لم تتحصل على الفلونكسول يمكن أن تتناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة صباح وكبسولة في منتصف النهار، والكبسولة بها 50 مليجرام، ومدة العلاج هي شهرين على جرعة الكبسولتين في اليوم، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم يمكن التوقف عن العلاج.

أرجو -أيها الأخ الكريم- أن تتذكر دائماً أنك لا تُعاني من علة كبيرة ويمكن علاجها، وأنصحك ألا تتردد كثيراً على الأطباء، فحالتك واضحة، والتردد الزائد على الأطباء يؤدي إلى التوهم المرضي.

أسأل الله لك الشفاء وبه التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً