الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتعاش اليدين في المناسبات وعلاجه

السؤال

أنا شاب عمري 34 سنة، متزوج منذ 7 سنوات وعندي أطفال، وحالتي الأسرية مستقره جداً، وأنا إنسان عادي جداً، وأحمد الله على ذلك.

مشكلتي هي:
عند حضوري لأي مناسبة سواءً صغيرة أو كبيرة ترتعش يداي الاثنتين، وتزداد دقات قلبي حتى أنني لا أستطيع تناول فنجان القهوة أو العصير، فهذا يسبب لي إحراجا كبيراً جداً، فهذا يحصل عند أول عشر دقائق من حضوري - أي عند بداية جلوسي في المناسبة - أما بعد الربع ساعة الأولى من حضوري يكون كل شيء طبيعياً.

مع العلم أنني ليس لدي أي مشكلة في الكلام وتبادل الحديث، سواءً في بداية المناسبة أو من خلالها.

أريد - يا دكتور - حلاً ولو مؤقتاً عند بداية كل مناسبة فقط، أي دواء ممكن أتناوله يخفف علي لمدة ربع ساعة من حضور المناسبة.

وأدعوا الله العلي القدير أن يحفظكم ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فهنالك حالات نفسية عصابية تعرف بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي أو الهرع الاجتماعي، وفي هذه الحالات يجد الإنسان صعوبة في المواجهة الاجتماعية في مواقف معينة، أنت حالتك تعتبر من الحالات البسيطة جدّاً، حيث أنها منحصرة في موقف معين وهو بداية الجلسات، ولكن يا أخي لابد أن نعالج هذا الأمر بصفة شاملة حتى لا يمتد إلى مخاوف أخرى.

المخاوف لا تعني الجبن، أبداً.. هي حالة نفسية مكتسبة وليست أكثر من ذلك، تعالج عن طريق:

أولاً: يجب أن تصحح المفاهيم حولها، وهي أنه لا توجد أي أسباب تجعل الإنسان يخاف ويضطرب عند مواجهة الناس، فالناس كلهم سواسية والحمد لله.

ثانياً: أن الآخرين لا يقومون بفرض رقابة عليك، ولا أنك سوف تفشل أمامهم.

ثالثاً: لابد لك من المواجهة، أي عدم تجنب الموقف الذي تشعر فيه بالاضطراب والخوف، وفي هذه الحالة هو أنك تجد صعوبة في حضور المناسبات، ولذا أرجو أن تجلس يومياً في مكان هادئ، وتتصور أنك في مناسبة كبيرة، أو أن هذه المناسبة تخصك وأنك لابد أن تستقبل الضيوف، أو أنك ذهبت إلى مناسبة كبيرة وكنت تتقدم مجموعة من الأصدقاء وذلك من أجل السلام وتحية أصحاب المناسبة والاحتفال، تخيل هذا بتمعن ودقة، ويجب ألا يكون هذا التخيل أقل من 20 دقيقة يومياً، هذا يسمى بالمواجهة أو التعرض في الخيال، والناس الذين يطبقون هذا التمرين بصورة جيدة يحسون بفعاليته بعد فترة من الوقت.

ثالثاً: أرجو أن تكثر من التواصل الاجتماعي وحضور المناسبات، لا تتجنب أبداً صلاة الجماعة كن في الصف الأول، اذهب إلى الأفراح، اذهب لتقديم واجب العزاء، كن دائماً في المقدمة، وعليك يا أخي دائماً أن تذهب إلى المحلات التجارية الكبيرة في وقت الزحام، وتفاعل مع الناس والبائعين، عليك أن تحاول تناول وجبة طعام في مطعم عام لوحدك أو مع أصدقاء، هذه كلها مواقف قد يحس الإنسان فيها بعدم الراحة، وحتى وإن لم تكن تحس أنت فيها بعدم الراحة إلا أن الإكثار من المواجهة في هذه المواقف سوف يساعدك في مشكلتك.

خط العلاج الآخر وهو ضروري جدّاً وهو يساعد كثيراً، هو العلاج عن طريق الأدوية، يوجد دواء يسمى زاناكس، هذا الدواء من الأدوية الطيبة لتقليل الخوف والتوتر الاجتماعي، ولكن لا نوصي باستعماله لفترات طويلة حيث أنه ربما يؤدي إلى بعض التعود، والجرعة المطلوبة هي أن يتناول الإنسان ربع مليجرام ساعتين قبل الذهاب للمناسبة، هذا الدواء ربما لا تستطيع أن تحصل عليه لأنه يتطلب وصفة من طبيب.

الدواء المهم جدّاً والذي نعتبره معالجاً لهذه الحالة وليس مسكناً هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، أرجو يا أخي أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر أيضاً، لابد أن تتناول هذا الدواء هذه المدة التي ذكرتها لك؛ لأن في ذلك شفاء لك من هذه الحالة إن شاء الله.

هنالك أيضاً دواء يعرف باسم إندرال، هذا الدواء من الأدوية الجيدة، وأرجو أن تتناوله بمعدل 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم تخفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، ويمكنك أن تتناوله إذا استمر معك الاضطراب وتزايد الخفقان وضربات القلب، تناوله ساعتين قبل المناسبات، وهو من الأدوية الجيدة التي تقلل من إفراز الأدرانالين، والأدرانالين المادة التي تؤدي إلى التزايد في ضربات القلب في أوقات القلق الحاد كما هو في حالتك.

أخي: هنالك مناهج أخرى لاإرادية تساعد أيضاً في علاج هذه الحالات، ومنها ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مثلاً، وكذلك الجلوس في حلقات التلاوة والمشاركة فيها؛ لأنها تؤدي إلى تفاعل اجتماعي فعّال وإن شاء الله فيها خير كثير.

أرجو أن تطمئن يا أخي وتأكد أن حالتك بسيطة وسوف يتم علاجها إن شاء الله، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً