الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إزالة الحواجز بين الأخت وأخواتها لقبول النصح والإرشاد

السؤال

أحس أن هناك حواجز كثيرة بيني وبين أخواتي، وأحس أن فيّ شيء غلط، وشعوري أنهم غير متقبلين لكلامي يضايقني جداً، وكل واحدة تعمل الغلط، وعندما أقول لها، تقول: لا تتدخلي نحن كبار! وعندما أغلط يقلبوا الدنيا عليَّ!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياه الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الإنسان يقبل الكلام إذا كان بلطف وحكمة، ولم يكن أمام الناس، وكان في الوقت المناسب، وحرص الناصح على أن يغلف كلامه بالحب والود، ويقدم بين يدي نصائحه الإحسان والاحترام، والمسلمة ينبغي أن تعامل من تكبرها في السن معاملة الأم، ومن كانت في سنها معاملة الأخت، ومن كان أصغر منها معاملة الابن، وإذا أردت أن تسيطري على قلوب شقيقاتك وزميلاتك، فعليك بما قال عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه: من أراد أن يسيطر على قلب أخيه فعليه أن يدعوه بأحب الأسماء إليه، ويفسح له في المجلس، ويبتسم له في وجهه.

حتى يكون نصحك مقبولاً فنحن نوصيك بما يلي:

1- التوجه إلى الله قبل أن تقدمي النصيحة، وذلك بأن تدعي لأختك في النهار والليل، ثم تقدمي لها النصح في النهار في لحظات الصفاء.

2- اتخاذ المدخل الحسن إلى نفس المنصوحة، كأن تقولي: أنا معجبة بك وبحرصك على العمل، أو باهتمامك بالنظافة، أو بتناسق ثيابك، ولكني أرى فيك كذا وكذا، أو حبذا لو أكملت تاج الفضائل التي وهبك الله بالمحافظة على الصلاة.

3- الاهتمام بالأشياء الأساسية، فليس من الحكمة أو من الصواب أن تشتغلي بالأخطاء الصغيرة وتهملي الأشياء الكبيرة، ولا يخفى عليك أن الطبيب الناجح يبدأ بعلاج الأمراض الخطيرة قبل الأعراض والأمراض الصغيرة.

4- التغافل عن بعض الأشياء الخفيفة، فإن الناس يكرهون من يدقق بهم، ويحاسبهم على كل صغيرة وكبيرة.

5- الحرص على الأدب مع أخواتك، واستخدام أسلوب الحوار والتنبيه، لا التوجيه والتصويب.

6- عدم إظهار الأستاذية، وإشعار أخواتك أنك أفضل أو أعلم.

7- اعتماد أسلوب النصيحة الفردية، فإن النصح بين الناس فضيحة، ففرقي بين النصح والتعيير، واعلمي أن الشيطان يحرض المنصوح إذا لم يكن حكيماً، وقد أحسن الشافعي في قوله:

تعهدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوعٌ *** من التوبيخ لا أرضى سماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعه


8- الصبر والاحتمال، ومعرفة معالم هذا الطريق، قال تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) [لقمان:17].

9- الحرص على الاحترام والتقدير لأخواتك، فليس منا من لم يحترم كبيرنا.

10- اجتهدي في تجنب الغلطات، فإن الداعية إلى الله قدوة، واقبلي النقد وأحسني الاعتذار، والتمسي لهن الأعذار.

11- كسب الوالدين لصفك، وطلب المساعدة في إسداد النصائح لأخواتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على رضاه، والمواظبة على ذكره وشكره، وكم نحن فخورون بفتيات يحرصن على الخير، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً