الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذكريات الماضي وتجاربه الفاشلة وجعلها عقبة في طريق الزواج وبناء الأسرة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أحب أن شكركم على المجهود الرائع الذي تقدمونه، وأريد أن أقول لكم عن مشكلة تحيرني منذ سنتين، فقد تعرفت على شاب وقد أحببته كثيراً، ولكن لم يكن بيننا كلام كثير، فكان كل فترة أحادثه على الإيميل، وكان من المفترض أنه سيأتي لخطبتي، ولكن لم يحدث نصيب، فقد علمت أنه كان يتسلى ولم يحبني، وعلمت أنه تقدم لخطبة فتاة أخرى، وشعرت بحزن شديد.

ولكن رغم كل ما حدث لم أستطع أن أكرهه، ولكن يوجد شعور بداخلي لا أفهمه، فأنا أبحث عنه في أي مكان أذهب فيه، وأبحث عن أخباره، ولكني حقاً لا أريده، فعندما أتذكره تصعب علي نفسي جداً، وأشعر وكأني أريد أن أنسى كل يوم تحدثت معه فيه، ولكني لا أرى أحداً في الدنيا سواه.

فقد تقدم لي شاب ليخطبني، قد قال لي منذ فترة أنه معجب بي ويريد خطبتي، ولكني لم أرد عليه، فأنا لا أعلم شعوري تجاهه، فكثيراً أشعر أنه مجرد وسيلة لأنسى بها من أحب، ولكني لا أحبه، وأحياناً أشعر أني معجبة به وأنه خير لي، ولكني حائرة أخاف أن أوافق عليه لمجرد أنني أريد نسيان من أحب وأظلمه معي، وخائفة أن أرفضه مع أنه كان خيراً.

مع العلم أن الشعور المختلف فترة وستنتهي وأني من المفروض أن أوافق عليه، ولكني لا أعلم ماذا أفعل، فأنا عندما أتحدث معه لا أشعر في أي رغبة في الكلام معه، بل أتضايق عندما أشعر بحبه لي واهتمامه، ولكن عندما أشعر أنه بعد تماماً أجد نفسي حزينة، فأحياناً أشعر أنه طوق نجاة لي لأنسى حبي، وأحياناً أشعر أني بذلك سوف أظلمه، لأني أعلم أني لا أحبه.

أريد المساعدة، وأريد أن أعرف شيئاً، فهذا الشخص يريد أن أعطيه صورة لي وأنا صغيرة لكي يظل متذكراً لي، ولكني رفضت وقلت له أنه حرام، ولكني لا أعلم هل ما قلت صحيحاً أم لا، مع العلم أن سني في الصورة 7 سنوات، أريد الإفادة والنصيحة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Memo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا الخاطب طوق نجاة، فلا تفرطي فيه أيتها الفتاة، واعلمي أن الفرص نادرة في هذه الحياة، ولا تفكري فيمن قابلك بالهجران والجفاء، واختار غيرك لتكون حارسة لبيته وأماً للأبناء، وقد صدقت فقد كان هدفه التسلية واللعب بعواطفك، فكيف تتعلقين بالكاذب عديم الوفاء، وتذكري ما قاله الشاعر الحكيم:

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** فلا خير في ود يجيء تكلفاً

وأرجو أن يتقدم هذا الشاب رسمياً حتى لا يتكرر الخطأ السابق، واطلبي منه أن يطرق بابكم، فإن ذلك يظهر لك جديته في الطلب، ولا تعطيه صورتك واطلبي منه أن يراك على الطبيعة في حضور محارمك، فإنه يشرع للخاطب أن ينظر إلى من يريد خطبتها، ومن حقها أيضاً أن تنظر إلى رجل المستقبل.

فإن وجد القبول والانطباع الحسن فلا تترددي في القبول واستخيري ربك وشاوري محارمك، فالرجال أعرف بالرجال، واشغلي نفسك بطاعة الكبير المتعال، واستغفري لذنبك وتجنبي مكالمة الرجال، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته أو الخروج بها مهما كانت الأحوال، وقد أحسنت برفضك إعطائه صورتك ولا أظن أن هناك حاجة لذلك.

وأرجو أن لا تفكري في غيره، ولا تخبريه بعلاقاتك السابقة وملفاتك القديمة، ولا تطالبيه بالحديث عن تاريخ حياته العاطفية، فإن هذا من مداخل الشيطان لغرس شجرة الشكوك والبهتان.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله ومراقبته، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً