الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحدث الإمساك بسبب العادات والطبائع؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أعاني من مشاكل في الباطنية من أكثر من سنتين، وهذه الأعراض سببت لي إحراجاً كبيراً.

ثانياً: أعاني من إمساكٍ دائمٍ وخصوصاً في أماكن العمل، أو أماكن الاجتماعات، أو عند استيقاظي من النوم، وهذه الآلام تكون في أعلى وأسفل السرة من الجهة اليسرى، كما أنني أكون دائماً في حالة إمساك، مع العلم بأنني لم أذهب إلى المستشفى إلى الآن.

وشكراً لكم على هذا الصرح الكبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلى الأغلب أن سبب الإمساك عندك هو الإمساك بسبب العادات والطبائع، ويحدث هذا النوع بسبب كبت أو تثبيط الإحساس بالرغبة في التبرز أو بسبب تغيير في العادات أو الظروف المعيشية أو -كما تقول- أماكن العمل أو الاجتماعات، وطبعاً مع الوقت تكسل الأمعاء ويصبح الإمساك مزمناً.

كما أن هناك عوامل أخرى عديدة للإمساك؛ منها الإمساك الغذائي، وهذا النوع من الإمساك هو الشائع، ويعتقد بأنه يصيب (5%) من الناس، ويكون سببه عادات الأكل الغير صحية، كالاعتماد على تناول أنواعٍ معينةٍ من الطعام، مثل الطعام الذي لا يحتوي على أليافٍ وينتج فضلات قليلة كاللحوم ومعظم أنواع الأرز، والطعام الذي يسبب قساوة أو صلابة البراز كالأجبان، وعوامل أخرى هي قلة الحركة وقلة تناول السوائل، ومنها أيضاً بعض الأدوية التي قد تسبب الإمساك.

ولا يعتبر الإمساك مرضاً خطيراً، ولكن امتداد مدة الإمساك لفترة طويلةٍ ربما تؤدي لحدوث بعض المضاعفات التي منها البواسير وشرخٌ في الشرج.

وأما الآلام في البطن فهناك أسبابٌ كثيرة لها؛ ومنها الإمساك نفسه، ومنها القولون العصبي، ومنها الديدان، ولذا يجب مراجعة الطبيب للفحص الطبي وفحص البراز إن كان هناك ديدان.

وأما لعلاج الإمساك فعليك بأن لا تثبط الإحساس بالرغبة بالتغوط وأن تستجيب لها مباشرةً قدر الإمكان، والإكثار من السوائل والحركة، وإعطاء نفسك الوقت الكافي في الحمام كل يوم صباحاً حتى تتغوط؛ وبالتالي تتعود الأمعاء على الحركة، والتبرز على الأقل مرة في اليوم في الصباح.

كما يجب أن يحتوي الغذاء على أليافٍ لضمان زيادة حجم وكتلة البراز، فألياف الخضروات غير قابلة للهضم بنسبة كبيرة ولا يتم امتصاصها وتساعد على زيادة حجم البراز، كما أن الألياف تمتص السوائل وتزيد ليونة البراز وبالتالي سهولة الإخلاء، ولهذا ينصح بتناول الفواكه والخضروات باستمرار، ويجب تناول قدرٍ كاف من السوائل.

بالإمكان استخدام نوعٍ من الملينات كنورماكول أو فايبوجل أو أي من الملينات التي تُسمى ملينات لزيادة الكتلة والحجم (Bulking agents) لفتراتٍ طويلةٍ وبأمان، ويعمل هذا النوع ببطء ولطف لتعزيز الإخلاء.

والاستعمال الأمثل لهذه المجموعة يشتمل على زيادة الجرعة بالتدريج مع تناول كمياتٍ إضافيةٍ كافية من السوائل إلى أن يتم تكوين حجم وكتلة وليونة مناسبة للبراز.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً