الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السعي في نصح الأخ الذي يتهاون بالصلاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأبدأ مباشرةً فأقول:

لي أخ مثل شباب هذه الأيام، مرات يصلي ومرات لا، هو في الحقيقة كان دائم الصلاة، وإن كان مراتٍ يتكاسل قليلاً، لكن منذ أن بدأ يقوم بأشياء –نسبة 70%- فيها عصيان تدهورت صلاته إلى أن توقف، حتى تم توبيخه من أبي.

المهم ما يقوم به هو التحدث مع الفتيات على الماسنجر، فهو لا يتوقف، ليس له عمل إلا الماسنجر، حاولت التلميح له بأن ما يفعله ليس جيداً، إضافةً إلى أنه يضع صوره -وهو ما شاء الله وسيم- وهذا أيضاً ما دفعه للغرور بنفسه.

ولكن رغم محاولاتي لا أستطيع أن أقول له مباشرةً: إنك تفعل كذا وكذا ...الخ؛ لأننا رغم ذلك ما زال هناك بعض الحياء.

والله حائرة معه، لا أعرف ما أفعل معه؟!. أنا أراه ينزل شيئاً فشيئاً بدون أن أستطيع مساعدته.

أرجو منكم مساعدتي في إنقاذ أخي، وجُزيتم خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نشكر لك هذا الحرص على مستقبل شقيقك، وندعوك للإكثار من الدعاء له قبل دعوته إلى الخير وبعدها، واعلمي أن العلاقة وثيقة بين ترك الصلاة وبين الانجرار، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن هنا فأرجو أن تكون البداية بدعوته للمحافظة على الصلاة، ولا مانع من نصحه وتذكيره بالله.

فإن الحياء إذا منع من قول الحق يتحول إلى حياء مذموم وخجل، فلا تترددي في نصحه بلطف إذا كان أصغر منك، وإذا كنت متأكدة من تأثير كلامك عليه، ولكن من الضرورة أن يكون ذلك بحكمة وحنكة، مع ضرورة اختيار الأوقات، وانتقاء الألفاظ، وضرورة تفهم المرحلة العمرية التي يمر فيها، وهي مرحلة ينفع فيها الحوار والإقناع، وكما قيل: إذا أردت أن تُطاع فعليك بالإقناع، كما أرجو الاجتهاد في عزله عن رفاق السوء، ويفضل أن يكون ذلك بطريقةٍ غير مباشرة؛ حتى لا نحطم ثقته في نفسه، وحتى لا يشعر أننا نفرض عليه الوصاية كالطفل الصغير، ونحن نتمنى أن يتعاون الجميع على الإصلاح، وأن يجد منكم اللطف والاهتمام، كما أرجو أن يشعر بأهميته ووزنه في الأسرة، وحبذا لو اتفقتم على وضع أجهزة الهاتف والتلفاز والكمبيوتر في صالات مفتوحة وليس في حجرات خاصة؛ حتى تسهل المراقبة ويتربى الجميع على الوضوح.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن تكثروا له من الدعاء وخاصة الوالدين، وأرجو أن تعمروا منزلكم بطاعة الله، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، والإنسان يرى أثر طاعته لله على ولده ونفسه وبيته.

ونسأل الله أن يكتب له الهداية ولكم التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً