الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف والتوجس عند لقاء الخصوم

السؤال

السلام عليكم

أريد بعض الحلول والفوائد التي تساعدني على التخفيف من الخوف والتوجس أثناء لقاء الأشخاص الذين سبق وأن حصل خلاف وشجار بيني وبينهم، وما هي الطريقة التي تمكنني من تخفيف الرعشة باليدين والنظرات الخائفة والمضطربة؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شموع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الطرق المفيدة جداً لعلاج هذه الحالات هو ما يعرف بالتأمل في الخيال، فعندما تكوني جالسة في مكان هادئ في المنزل، تصوري وعيدي هذه الأحداث التي حدثت من مشاجرات سابقة وضعيها في الإطار الإيجابي بالنسبة لك، أي أنت التي تكونين متفوقة في هذه الشجارات، وبالطبع لا ندعوك مطلقاً أن يكون هذا هو منهجك في الحياة، ولكن فقط من أجل العلاج، فعيدي هذه الذكريات وواجهيها وأعطي لنفسك الثقة والقوة، واجعلي نفسك أنت المتفوقة في نهاية الأمر، عيشي هذا الخيال لمدة 15 إلى 20 دقيقة بمعدل مرة إلى مرتين في اليوم.

ثانياً: عليك أن تحقري الفكرة ذاتها، وهو أن الشجار والخلاف يحدث بين الناس وهذا أمر قد انتهى، فلماذا أزعج نفسي به الآن وهذا شيء من مراحل الطفولة، ولم يكن بقصد الشر، ولم يكن بقصد إلحاق الأذى أو الضرر، فعليك أيضاً أن تفكري هذا التفكير.

والنوع الثالث من التفكير السلوكي هو أن تتأملي أن الآخرين ليسوا بأقوى منك، وليسوا بأصحاب سيطرة أو نوع من الجبروت عليك، أنت الحمد لله الآن في عمر الشباب ولديك القوة ولديك الكينونة التي تواجهين بها أي موقف .

رابعاً: في رأيي حاولي أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية، ومن التواصل مع الآخرين، كوني أكثر اختلاطاً بصديقاتك، كوني فعالة، كوني مؤثرة، اطرحي أفكار إيجابية، كوني صاحبة مقترحات، انضمي للعمل الجماعي، كوني جيدة في إدارة وقتك، هذا كله إن شاء الله يجعلك أكثر قوة وأكثر تحملاً، ويرفع من كفاءتك النفسية وكفاءتك الاجتماعية.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج بالأدوية، والحمد لله توجد أدوية جيدة جداً لتخفيف هذا القلق الظرفي الاجتماعي وهو نوع من الرهاب الظرفي كما نسميه، والدواء الجيد والأفضل هو العقار الذي يعرف باسم زيروكسات، وهو دواء متوفر في المملكة العربية السعودية، وهو من الأدوية الطيبة جداً، أرجو أن تبدئي في تناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة، أي 10 مليجراماً بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

وإذا كان هذا الارتعاش بالشدة ولم يتحسن بعد شهر من بداية الدواء فلا مانع أن تتناولي عقاراً آخر بسيطاً يعرف باسم إندرال، فتناوليه بمعدل حبة واحدة عشرة مليجرامات في اليوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله .

وحاولي أيضاً أن تدربي نفسك على أخذ نفس عميق وقوي في مثل هذه المواقف الاجتماعي، واملئي صدرك بالهواء دون أن يشعر بك الآخرون، فهذا إن شاء الله يعطيك أيضاً الدافعية والقوة والشعور الداخلي بالاسترخاء ويزيل هذا الارتعاش منك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.
-------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد علبد العليم، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف من ناحية شرعية: (262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً