الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل (الدوجماتيل) يساعد في علاج الحالات النفسوجسدية؟

السؤال

السلام عليكم..

عندما أخلد إلى النوم وأنا منسدحٌ على بطني أحس بشيءٍ في فخذي اليسار يمشي ويتحرك، فإذا انحرفت على ظهري يختفي، وإذا عاودت على بطني أحس بشيء يتحرك بقوة، ويعلو حتى الحوض ويدخل في منطقة العانة، وفجأة أحس بأن سهماً دخل في جوف بطني حتى أصرخ وأقفز حيث لا يوجد أي ألم أو أثر لها، وأنا أعاني منها منذ 10 سنوات؛ وأشرح للدكتور ويقول: لا يوجد بك أي شي، فماذا أفعل؟ أفيدوني الله يوفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أخي: هذا النوع من الأعراض في أغلب الظن أنه ليس ناتجاً عن مرض عضوي، ربما يكون هنالك نوعٌ من الانقباضات العضلية أو انقباضات بسيطة في الأعصاب تؤدي إلى ذلك، ولكن في رأيي ومع احترامي الشديد لك ربما تكون الفكرة التصقت وقويت لديك، مما جعلها تسبب لك هاجساً وشاغلاً، وفي الصحة النفسية يوجد ما يُعرف بالأعراض النفسوجسدية، فهنالك أعراض هي في الحقيقة في شكلها أعراض عضوية، ولكن منشأها نفسي، وهذا ربما يكون واحدٌ منها.

الذي أنصحك به يا أخي هو أن تحاول أن تتجاهل بصفةٍ قاطعة هذه الأعراض، وعليك أيضاً أن تقوم بإجراء تمارين استرخاء قبل النوم، فهذه مفيدٌ جداً، فإذا استلقيت -وبعد أن تقرأ أذكار النوم- خذ نفساً عميقاً وبطيئاً، املئ صدرك بالهواء، واجعل البطن ترتفع، واجعل رجليك في وضع الانحناء من منطقة الركبة، وبعد أن تملئ صدرك بالهواء وترتفع البطن، أمسك هذا الهواء لمدة 10ثوان، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم -إدخال الهواء يكون عن طريق الأنف، ولكن إخراجه يكون عن طريق الفم- ولابد أن يكون ببطءٍ شديد.
كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات، وعليك أن تغمض عينيك قبل البداية في هذا التمرين، وأن تفتح فمك قليلاً، وأن تكون في وضعٍ استرخائي، ثم بعد ذلك قم بالتأمل الاسترخائي؛ وذلك بأن تتأمل أن عضلات الجسم المختلفة بوضع استرخائي، ابدأ بعضلات القدمين ثم عضلات الأرجل فالفخذين، ثم عضلات الحوض ثم عضلات البطن.

هذه التمارين أخي سوف تُفيدك جداً، ويمكنك أيضاً الاستعانة بأحد الأشرطة أو الكتيبات المتوفرة في المكتبات لتساعدك في القيام بإجراء هذه التمارين بصورةٍ صحيحة، وإذا كنت تعرف أحد الأخصائيين النفسيين، فيمكنك أيضاً الاستعانة به ليقوم بتدريبك على إجراء هذه التمارين.

الشيء الآخر الذي أود أن أنصحك به هو تناول أحد الأدوية المعروفة جداً في أنها تُساعد في علاج مثل هذه الحالات النفسوجسدية، الدواء يُعرف باسم دوجماتيل، أرجو أن تبدأ في تناولها بجرعة 50 مليجرام صباحاً ومساءً، وتستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 50 مليجرام في الصباح، و100مليجرام في الليل، وتستمر على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى 50 مليجرام في الصباح، و50 مليجرام في المساء لمدة 3 أشهر، ثم خفضها بعد ذلك إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذا الدواء من الأدوية البسيطة والسليمة جداً، ويُعرف بأنه مزيلٌ للقلق، ويُساعد في الأعراض النفسوجسدية.

أخي! أرجو أن تطمئن تماماً أنه لا يوجد شيء، كما أنه يفسر من الناحية النفسية وليس من الناحية العضوية، وحتى من الناحية النفسية لا تُعتبر هذه علة كبيرة.

أرجو أن أضيف فقط أن هنالك نوع من الهلاوس اللمسية، ونحن نسميها بالهلاوس النفسية، أي: أن الإنسان يشعر بأن شيئاً يلمس جسده أو يسري في جسده، ولكن أعتقد أن ذلك لا ينطبق على حالتك، فحالتك هي حالة نفسية بسيطة كما ذكرت لك، وأسأل الله تعالى أن تنتهي، وعليك ألا تشغل نفسك بها.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً