الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي البسيط وعلاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكو من صعوبة في البلع عند وجودي في مكان مزدحم أو في غرفة ضيقة أو عند جلوسي مع الآخرين، وأحاول البلع أكثر من مرة، ولكن الحنجرة لا تنزل عند البلع، وبعدة محاولات أو عندما أغير وضعيتي أبلع، وأنا لا أتكلم عن بلع الطعام، ولكن حتى السوائل والريق، وأشعر عندما أخرج وأجلس مع الناس أن هناك مثل الكورتين في حلقي انتفخت، لا أعرف ما هي هذه الأحداث لا تأتيني عندما أتحرك وأقوم وأجلس، ولكن عندما أكون جالساً وسط مجموعة، مع العلم أنه عندما أعود للمنزل تخف كثيراً، وأحياناً لا أشعر بها إلا عندما أفكر بها.
الرجاء مساعدتي، لا أود الذهاب لدكتور نفساني، إلا إذا كانت المشكلة نفسية، لكني إنسان اجتماعي أحب التجمعات، ولكن الآن أصبحت لا أحب الخروج من المنزل؛ لأنه بمجرد خروجي أشعر بشيء في حلقي وصعوبة في البلع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغامدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

هذه الحالة معروفة في محيط الطب النفسي، فهي أحد الأعراض الجسدية التي يسببها القلق النفسي، وقد اعتبرها البعض نوعاً مما يعرف بالهيستريا التحولية، أو مرض القلق الانشقاقي، أنا لا أحب كلمة (الهيستريا)، والآن هي قد سحبت من معظم المعاجم النفسية، ولكن البعض ما زال يذكرها.

في حالات نادرة جداً يكون هنالك أيضاً خلل في عضلات المريء يزداد هذا الخلل مع وجود القلق النفسي.
إذن أخي: وصفك الدقيق هذا يتطابق تماماً على أن مرد الحالة هو القلق النفسي، ويظهر أن نوع القلق الذي لديك هو من نوع الرهاب الاجتماعي البسيط.
أهم طريقة للعلاج هي أن تستوعب وتدرك أن الحالة إن شاء الله ليست خطيرة، وهي في الأصل نفسية المنشأ وهنا يركز علماء النفس على تجاهل الحالة.
الطريقة الثانية للعلاج: أن تجري تمارين تكرار البلع حين تكون جالساً لوحدك وفي مكان هادئ ودون أي ضغوط نفسية، كرر البلع في هذه الحالة عدة مرات حتى تحس بالإجهاد الجسدي.

من الطرق العلاجية المفيدة أيضاً القيام بتمارين الاسترخاء، خاصة استرخاء منطقة عضلات الرقبة، ويتم ذلك بتحريك الرقبة يميناً ويساراًَ عدة مرات، مع رفع الرأس واستقامة بقية الجسد.

وكذلك إجراء تمارين التنفس المتدرج والتي تتطلب أن تستلقي في مكان هادئ وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً، املأ الصدر بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً ثم بعد ذلك أخرج الهواء بنفس البطء والقوة، كرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين صباحاً ومساء.
سيكون من المفيد لك أيضاً تناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم زولفت، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجراماً ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.
إن شاء الله باتباع الارشادات السابقة، وتناول الدواء الموصوف سوف تقل هذه الحالة حتى تختفي تماماً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً