الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معلومات حول دواء (الدوجماتيل)

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعرف أن دواء الدوجماتيل من مضادات الذهان، حيث يعمل على ضبط مستوى الدوبامين عن طريق حجب مستقبل الدبامين (d2)، فهل هذا صحيح؟ وأعلم أيضاً أن الدوجماتيل يساعد على علاج الأمراض السيكوسوماتية، فكيف ذلك؟ وهل جرعة كبسولتين عيار 50 ملجم في اليوم ترفع مستوى البرولاكتين؟

علماً أني قرأت في أجوبة سابقة أن الدوجماتيل يعمل أيضاً على السيروتنين والأدرنالين، فكيف ذلك؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بشرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن دواء (الدوجماتيل) من الأدوية العجيبة نسبياً، بمعنى أنه يعمل في عدة اتجاهات، وهذه الاتجاهات التي يعمل بها لم تفسر التفسير الكامل، فهو يعمل على (الدوباميل) بدرجة أساسية، ويعمل بدرجة قليلة على (السيروتينين) وعلى (النور أدرنالين)، ومعظم هذه الأدوية - الزيروكسات والفافرين - لا تعمل فقط على السيروتينين مثلاً، فالآن هناك دراسات تشير إلى أن الزيروكسات يعمل أيضاً بدرجة أضعف على الدوبامين.

إذن هذه الأدوية ليست بالنقاء أو بالانتقائية التي كان يتصورها البعض، بل هي تعمل على مركب أو موصل عصبي أساسي، وتعمل أيضاً على الموصلات الأخرى ولكن بدرجة أقل.

والدوجماتيل يعالج عدة حالات مختلفة، والفارق الوحيد هو الجرعة، فعلى سبيل المثال الدوجماتيل بجرعة (600 مليجراما) أو أكثر هو مضاد للذُهان، ولكن بجرعة أقل من الـ(600 مليجراما) لا يعتبر مضاداً للذهان، ومن أكبر أمراض الذهان هو مرض الفصام، فوجد أن الدوجماتيل بجرعة (600) إلى (800 مليجراما) في اليوم يساعد في الأعراض السلبية لمرض الفصام، والأعراض السلبية كما تعرف تتمثل في أن يعاني الإنسان من الانسحاب الوجداني التام ويكون منعزلاً، ولا يتفاعل مع الآخرين، ولا تكون له الإرادة للقيام بعمل أي شيء، ويهمل نظافته الشخصية، وهكذا.

إذن الدوجماتيل بهذه الجرعة يساعد في علاج الأعراض السلبية، وبجرعة (800 مليجراما) إلى (1200 مليجراما) – وهي الجرعة القصوى – هنا يعالج الأعراض الإيجابية للذُهان خاصة الذهان المرتبط بمرض الفصام، والأعراض السلبية هي: الهلاوس، والضلالات، والشكوك، والظنان.. هذا من ناحية، وأما من ناحية علاج الأعراض السيكوسوماتية فهي في الأصل مرتبطة بالقلق النفسي، والدوجماتيل بجرعة (400 مليجراما) وأقل من ذلك هو علاج ممتاز وجيد جدّاً لعلاج القلق، ووجد أنه ذو فعالية لعلاج الأمراض السيكوسوماتية لأنها مرتبطة بالقلق، ومرتبطة أيضاً في بعض المرات بعسر المزاج، وهناك دراسات - لا نستطيع أن نقول أنها معتبرة ولكن لا يمكن إهمالها – تشير إلى أن الدوجماتيل أيضاً يحسن المزاج ولكن بنسبة أقل، وهذا ربما يكون من خلال فعاليته على السيرتونين والنورأدرنالين.

إذن هذه طريقة أخرى فهو يساعد في علاج الأمراض السيكوسوماتية لأن هذه الأمراض كثيراً ما تكون مرتبطة بعسر في المزاج وعدم الارتياح.

وأما بالنسبة للعلاقة بين جرعة الدوجماتيل ورفع مستوى هرمون (البرولاكتين)، فهذه تعتمد على الفوارق الشخصية بين الناس، أنا لاحظت بعض النساء يرتفع لديهنَّ (البرلاكتين) مع جرعة (50 مليجراما) فقط في اليوم، ولاحظت أيضاً بعض النساء لا يرتفع لديهنَّ الهرمون إلا بعد جرعة (300 مليجراما) في اليوم، ولكن بصفة عامة نقول أن الجرعات الصغيرة غالباً ما يرتفع معها هذا الهرمون ولكنه قطعاً مع الجرعات الكبيرة يرتفع.

وخلاصة ذلك أن جرعة (50 مليجراما) في اليوم لا أعتقد أنها سوف تُحدث ارتفاعاً حقيقيا أو مؤثرا أو ارتفاعاً سلبيا، وإن كنتُ قد شاهدت ذلك، فلابد أن أقوله لك، ولكن جرعة (300 مليجراما) وأعلى من ذلك أو حتى (100 مليجراما) ربما ترفع من مستوى هرمون البرلاكتين، وعموماً فإن الدوجماتيل من الأدوية السليمة ومن الأدوية الفعالة، والآن يوجد عقار (سوليان) أيضاً مقارب لدرجة كبيرة للدوجماتيل.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ضوء

    انا جربت دوجماتيل واستفدت منه كثيراً بفضل الله وحده لا شريك له
    وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع الذي يقدم المساعدة للكثير من الناس ومن هم بحاجه للمساعدة حقاً..شكراً

  • مصر احمد كريم

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً