الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيه لفتاة تقدم لها من يكبرها بـ 24 سنة

السؤال

السلام عليكم.

هل أتزوج رجلاً يكبرني بـ 24 سنة، إنه ابن خالتي لكني لا أحبه لأنه ليس وسيماً، ولكن أسرتي تفرضه علي لأنه طيب القلب، كما لا أظن 1000 درهم في الأسبوع هي التي ستوفر لنا العيش الكريم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك – يا بنيتي - وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك زوجاً صالحاً مناسباً يكون عوناً لك على طاعته ويسعدك وتكونين سبباً في سعادته.

وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة ريم – هل أتزوج من رجل يكبرني بأربعة وعشرين سنة لكني لا أحبه لأنه ليس وسيماً؟ فالواقع أن هذا الفارق فارق كبير – يا بنيتي – أربع وعشرون سنة معنى ذلك أنه قريب من عمرك مرتين، الآن من الممكن أن تتزوجيه ولكن ماذا سيحدث بعد عشر سنوات؟ فتكونين أنت عمرك ثمانية وعشرين سنة ويكون هذا الرجل - بارك الله فيك – وصل إلى مشارف الخمسين، وفي هذه الحالة سيكون هناك فارق كبير؛ لأن الصحة لا تدوم، خاصة بعد الأربعين يحدث هناك العد التنازلي لجسد الإنسان ويصيبه الوهن والضعف، وخاصة وأنك لا تحبينه.

ومن هنا أقول -بارك الله فيك–: إن هذا الفارق فعلاً فارق كبير، وفوق ذلك إنك لا تحبينه فتقعين فيما يغضب الله تعالى بعد ذلك، وكثير من الانحرافات السلوكية لدى النساء تحدث من هذا الباب، فتاة عمرها في العشرين تتزوج رجلاً على رأس الخمسين أو على رأس الخامسة والأربعين، بينهما فارق كبير، قد يكون الآن لا تبدو هناك مشكلة ولكن متى تكون المشكلة؟ بعد عشر سنوات خمسة عشر عاماً ستكونين أنت في سن أحوج ما تكونين فيه إلى الرجل وإلى إمتاعك جسدياً وإلى إمتاعك نفسياً، ويكون هو أصبح كهلاً عجوزاً، وفي هذه الحالة هذا الفارق قد يؤثر في حياتك مستقبلاً؛ ولذلك أرى - بارك الله فيك – ما دام أنك لا تحبينه من حيث المبدأ وبهذا السن اعتذري لأهلك ولا تقبليه الآن، واصبري فإنك - يا بنية - ما زلت صغيرة، فأولاً أنت مازلت تدرسين، ثانياً مازال عمرك ثمانية عشر عاماً، وهذا سنٌ في الغالب لا تتزوج فيه المرأة في هذا العصر، وإنما معظم الفتيات الآن يتزوجن بعد الرابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين، فقد تأتيك فرصة أطيب في إنسان قريب منك سنّاً على الأقل أو بينك وبينه فارق معقول – خمس أو ست أو سبع سنوات أو عشر سنوات كحد أقصى مثلاً – حتى يكون هناك نوع من التمازج والتفاهم والتناغم؛ لأنه سيكون من نفس جيلك، ويفكر بنفس تفكيرك، ويتصور بنفس تصوراتك، ويكون أقدر إذا تم اختياره بالضوابط الشرعية الصحيحة من حيث الدين والخلق والقدرة على إعاشة الأسرة وتوفير متطلباتها الضرورية، قطعاً سيكون أفضل من هذا الرجل الطاعن في السن الذي ستظل هذه الفجوة بينك وبينه ولكنها ستزداد مع الأيام نتيجة تقدم السن لديه بصورة أسرع مما ستكونين عليه.

أتمنى أن تعتذري لأهلك بطريقة طيبة لبقة، واعلمي أن هذا من حقك؛ لأن من حق الفتاة شرعاً أن ترفض من رشحه أهلها حتى وإن كان أغنى أغنياء الدنيا؛ لأن الله تعالى جعل هذا من حق الفتاة المسلمة أنها ترد من لا تقبل لأنها أدرى بمصلحتها، ولكن لا مانع أن تتنازل لأهلها إذا كانت رؤيتهم صحيحة أو صواباً.

فاعتذري لهم - بارك الله فيك – واسألي الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً مناسباً، ونحن نسأله أيضاً بدورنا في هذا الموقع المبارك أن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وتؤسسين معه أسرة مسلمة طيبة مباركة.

هذا وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً