الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من مقابلة الناس.. تشخيصه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.

مرضي هو أنني أخاف مقابلة الناس، فمثلاً: عندما أخرج وألتقي بشخص يبدأ قلبي بالخفقان بشدة ووجهي يصفر ويدي ترتعش، ثم بعد وقت تزول الأعراض، مع العلم: يحدث لي نفس الشيء عندما أسمع التلفون، أرجو منكم المساعدة باستشاراتكم القيمة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

هذا نوع من القلق الظرفي يعرف بـ (الرهاب الاجتماعي) أو (الخوف الاجتماعي)، وهو - إن شاء الله - من الدرجة البسيطة جدّاً، وهو يأتي من بعض التجارب السلبية السابقة، أي: ربما يكون الإنسان تعرض لموقف أدى إلى الخوف وربما لا يلاحظ الإنسان ذلك، كما أن بعض الناس لديهم القابلية والاستعداد لمثل هذا الخوف، وعموماً هو ليس مرضاً خطيراً، فقط هو مجرد ظاهرة نفسية بسيطة يمكن علاجها بأن يكون الإنسان أكثر ثقة في نفسه، وعليك ألا تتجنبي مطلقاً المواقف الاجتماعية التي تحسين فيها بالرهبة والخوف، وكوني مواجهة وأرجو أن تتأكدي تماماً أنه لن يحدث لك – بإذن الله – أي مكروه.

الكثير من الناس يتخوف في أنه في هذه المواقف الاجتماعية ربما يفشل وربما يسقط أمام الآخرين وربما يتلعثم في كلامه، أو ربما يلاحظ الآخرون رعشة في يده أو جسمه، هذا ليس صحيحاً، فهنالك مبالغة في هذه الأعراض التي يستشعرها الإنسان.

وعليك أيضاً أن تقومي ببعض العلاجات البسيطة والتي تسمى بـ (التأمل في الخيال)، وهو أن تجلسي في مكان هادئ – في الغرفة مثلاً – ثم تأملي كأنك في مقابلة أو مواجهة شخص مهم، وأنك لابد أن تتحدثي مع هذا الشخص أو أنك في موقف اجتماعي آخر – في مناسبة لديك في البيت على سبيل المثال – كفرح أو دعوة أو غيره، وأنه عليك أن تقابلي الناس وتقابلي الضيوف، تأملي هذه المواقف في خيالك، فهذا إن شاء الله يساعدك كثيراً.

يأتي بعد ذلك القيام ببعض التمارين الاسترخائية خاصة تمارين التنفس المتدرج، فكوني في مكان هادئ واستلقي وفكري في أمر جميل وطيب، أو يمكنك الاستماع إلى شريط من القرآن الكريم بصوت منخفض، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً وخذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء وبطنك ترتفع قليلاً ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء ثم أخرجيه بنفس القوة ونفس البطء، وكرري هذه التمارين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، هذه من الإرشادات السلوكية البسيطة ولكنها فعالة جدّاً.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فهنالك أدوية ممتازة وفعالة لعلاج قلق الرهاب الاجتماعي، فهنالك عقار يعرف باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر بـ (ديروكسات)، فأرجو أن تحصلي عليه وتتناولي جرعة نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً واستمري عليها لمدة خمسة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (إندرال) وهو ليس دواءً أساسياً، ولكنه دواء مساعد خاصة أنه دواء متميز لإزالة الخفقان والارتعاش في اليدين، فأرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

أرجو أن أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدّاً وهي ظاهرة نفسية أكثر من أنها مرضية، وكما ذكرت لك الحالة تسمى بقلق الرهاب الاجتماعي، وباتباعك للإرشادات السلوكية السابقة وتناول الدواء الذي وصفناه لك سوف تختفي منك هذه الأعراض بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً