الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج السلوكي والدوائي للرهاب الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري (32) عاماً، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقد استخدمت دواء زيروكسات (دون وصفة طبيب)، وقد حقق معي نتائج جيدة خلال ستة أشهر، لكنني أطمع في المزيد خاصة أنني مقبل على الزواج، فهل يمكنني استخدام الدواء أكثر من ستة أشهر؟ وهل من الممكن أن يحقق نتائج أفضل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصخري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن الرهاب الاجتماعي يتفاوت من إنسان إلى إنسان في شدته وحدة أعراضه، وشخصية الإنسان تعتبر من العوامل الرئيسية التي تحدد مسيرة هذا الخوف أو هذا الرهاب.

والمطلوب منك هو أن تقوم ببعض العلاجات والتمارين السلوكية، والعلاجات السلوكية هي أن تصحح مفاهيمك حول الخوف أو الرهاب الاجتماعي، إذ إنه هو مجرد نوع من القلق، وأؤكد لك أنك لن تفشل في المواقف الاجتماعية وأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، ولا تعتقد أنك سترتعش أمامهم أو أنك ستتلعثم عند الكلام معهم أو أنك سوف تسقط أمامهم، فهذا كله مجرد مشاعر مبالغ فيها، فالحقائق العلمية والتجارب التي أجريت على مرضى الرهاب الاجتماعي توضح أن هنالك فرقا كبيراً في حدة أعراضهم ومشاعرهم، فهم يستشعرون الأعراض بصورة مبالغ فيها، والتوضيح لهذه الحقائق تساعد الناس كثيراً في العلاج.

وعليك بعد ذلك بمواجهة مصادر الرهاب، والمواجهة يفضل أولاً أن تكون في الخيال، بمعنى أن تتخيل أنك في مواجهة وأنك في اجتماع كبير وأن كل الأنظار تتجه إليك، وأنك سوف تقوم بإلقاء كلمة أو محاضرة أو أنك تشارك في ندوة، أو تصور أنك في الصف الأول في الصلاة مع الجماعة وأنه طُلب منك أن تصلي بالناس، عش هذه الخيالات من أولها إلى آخرها وبدقة وبتمعن، وانقل نفسك من الخيال إلى الحقيقة والواقع، فإن هذا التعرض في الخيال يفيد كثيراً.

وبعد ذلك لابد أن تطبق، ولابد أن تواجه مصادر الخوف، وعليك بالتوكل والقوة، وحين تجد نفسك في هذه المواقف قل في نفسك: (بسم الله الرحمن الرحيم، أستغفر الله العظيم)، وخذ نفساً قوياً وعميقا، وعليك أن تقصد التعرض لهذه المخاوف، ولا تتهرب ولا تتجنب، وباستمرارك على هذا المنهج السلوكي سوف تجد أن هذه المخاوف انتهت تماماً بإذن الله تعالى.

وأما العلاج الدوائي فلا شك أن العلاج الدوائي يساعد كثيراً، خاصة إذا تناول الإنسان الدواء وطبق التمارين السلوكية، وهناك كثير من الناس يعتمدون على الدواء فقط، وهذا ليس بمنهج جيد، والمنهج الجيد والفعال هو أن تأخذ من هذا وذاك، فطبق العلاج السلوكي، خاصة أن العلاج السلوكي يمنع الانتكاسات أكثر من الدواء، الدواء يعالج كثيراً ويحسن المزاج ولكن حين يتوقف عنه الكثير من الناس ينتكس إذا لم يطبق المنهج السلوكي.

فعليك أن تستخدم وتتناول الزيروكسات وأن تستمر عليه، ولا مانع أن تكون الجرعة حبتين في اليوم، هذا ربما يكون الأفضل، ولا مانع أن تستمر عليه لمدة أطول، فهنالك دراسات تقول: إن الإنسان يمكن أن يتناوله لمدة سنتين أو ثلاث، وأعرف من يتناول هذا الدواء لمدة سبع أو ثماني سنوات الآن دون أي صعوبات، بل على العكس تماماً حياتهم حياة عادية وطبيعية جدّاً.

فاستمر على الدواء وسوف يحقق لك نتائج أفضل خاصة إذا كانت الجرعة هي حبتين في اليوم، وإذا طبقت معه التمارين السلوكية فإن العلاج سوف يعالجك في الرغبة البسيطة التي تكون مرتبطة بالزواج لدى بعض الناس، فالدواء والتفكير السلوكي الصحيح سوف يساعدان في أن تكون أكثر استقراراً من الناحية النفسية.

ولا توجد أي أعراض سلبية أو خطيرة للزيروكسات، فقط البعض من الرجال قد يشتكي من تأخير بسيط في القذف لديهم، هذا ربما يحدث لبعض الناس ولكن لا يحدث ضعف جنسي حقيقي كما يعتقد البعض، والزيروكسات قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لبعض الناس، وهذه الزيادة غالباً تختفي بعد أربعة أشهر من بداية العلاج إذا طبق الإنسان النظام الغذائي الجيد، وكذلك يكون قد مارس الرياضة.

فهذه مجرد حقائق علمية بسيطة أردت أن أزودك بها حتى تكون أكثر اطمئناناً، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق وأن يتم زواجك على خير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً