الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية ديمومة استعمال دواء الرهاب بدوام الأعراض

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته.
أسعدني كثيراً تعاونكم وخدمتكم للناس، وجزاكم الله كل خير.

بالنسبة لحالتي فقد عذبتني كثيراً، وجعلتني منحصراً ومتقوقعاً على نفسي، ولكن بعد أن ذهبت إلى الأطباء النفسيين قبل سبع سنوات كلما استخدمت علاجاً فترة معينة يتلاشى مفعوله مع تعدد الأدوية، منها الفافرين وأكساناكس، واستخدمتهما سنتين ونصفاً، ومنها السيروكسات، وعلاج مدعم نسيت اسمه واستخدمته ثلاث سنوات، ولكن بفضل الله تعالى أصبحت حالتي متحسنة كثيراً، ولكن ما زلت أعاني كثيراً من الغصة وتنتابني عند اللقاءات التعليمية وعند الإمامة في الصلاة، فصرت أتحاشى كل شيء أمامي يسبب الغصة حتى الرحلات والطلعات إلى البر، فاستعملت البروزاك حالياً ولكن أتعبني وصرت أستخدمه عند الحاجة مع إنديرال، وشعرت بتحسن قوي جداً جداً، ولكني لا أستطيع استخدامها بشكل متواصل، فهل استخدام البروزاك عند الحاجة مجدٍ ومفيد، أم أن هناك علاج يصلح للاستخدام عند الحاجة أفضل من البروزاك؟

وجزاكم الله خيراً، علماً أنني لا أريد استخدام أي دواء بشكل متواصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

الإنسان إذا تحسن على الدواء فهذا في حد ذاته يعتبر أمراً إيجابياً يجب أن يكون مشجعاً ومحفزاً للاستمرار على العلاج والدواء؛ لأن هنالك بعض الحالات لا تستجيب حتى للدواء أو لأنواع العلاج الأخرى، فأنت ما دامت حالتك قد استجابت فهذه نعمة كبيرة وفضل من الله عظيم، وعليك بالتمسك بالأسباب، وفي هذه الحالة لا شك أن الدواء يعتبر سبباً مشروعاً للاستمرار عليه لأنه قد أفادك.

والأدوية النفسية الحديثة مثل البروزاك هو ليس حديثاً إذا حاولنا أن نحسب المدة الزمنية؛ لأنه في الأسواق منذ عشرين عاماً، ولكن هذا بالطبع جعل الأطباء يكونون أكثر طمأنينة لسلامة هذا الدواء، وبما أن الدواء سليم ولا يسبب أي آثار جانبية مضرة على الصحة الجسدية أو النفسية، فلماذا لا تستمر عليه، خاصة أن هذه الأعراض تنتابك من وقت لآخر؛ لأنه في الغالب أنه لديك الاستعداد النفسي أو الاستعداد البيولوجي لأن تكون عرضة لهذه الأعراض النفسية خاصة الاكتئاب.

وحقيقة: التوجه العلمي الآن هو أن يُنظر لهذه الحالات النفسية مثل الحالات العضوية الأخرى، مثل الضغط والسكري، والتي تتطلب استعمال الأدوية لفترة طويلة، وأنا أعرف الذين يتناولون البروزاك منذ عام 1990م دون أي مشكلة، وهم سعداء بفضل الله تعالى أولاً ثم لتناولهم لهذا الدواء.

ومع ذلك فأنا لا أقول لك: استعمل الدواء مدى الحياة، ولكن ما دام الدواء قد أفادك فأرجو أن تستمر عليه.

وأمر آخر: وهو عدم الانتظام في استعمال الدواء ليست طريقة علمية وليست صحيحة، بل على العكس تماماً ربما يؤدي إلى نوع من السلبيات فيما يخص فعالية الدواء، فالإنسان حين لا يكون منتظماً على العلاج سوف يؤثر ذلك على الموصلات الكيميائية الموجودة في الدماغ، وقد يحدث ما يعرف بالتحمل أو الإطاقة، والتي تعني حين يتناول الإنسان الدواء مرة أخرى بعد التوقف عنه أو لم يكن منتظماً فيه ربما لا تكون الاستجابة جيدة، ولذلك الاستمرار على الدواء والانتظام عليه يعتبر أمراً ضرورياً.

والذي أود أن أطمئنك حياله هو أن البروزاك يوجد منه نوع يعرف باسم (بروزاك 90)، وهذا النوع من البروزاك يمكن تناوله بمعدل كبسولة واحدة فقط في الأسبوع، أي: أربع كبسولات في الشهر، وهذا لا يعني أي شيء، فأرجو أن تبحث عن هذا النوع من البروزاك وتتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الأسبوع.

أما إذا لم تتحصل عليه فالذي أنصحك به هو أن تتناول البروزاك العادي وهو النوع من عشرين مليجرام، يجب أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، أو كبسولة واحدة كل يومين، هذا أيضاً وجد أنه جيد؛ لأن البروزاك دواء يستمر في الدم لفترة طويلة وهو طويل الفعالية.

هذه كلها وسائل جيدة لاستعمال هذا الدواء النافع، فأرجو ألا تحرم نفسك منه.

لابد أن تهتم بالجوانب النفسية من ناحية العلاج، فأنت -الحمد لله- قد تحسنت كثيراً، وهذا يجب أن يكون دافعاً قوياً لك بأن تتجاهل هذه الغصة، حاول أن تتجاهلها وألا تشغل نفسك بها أبداً، وأرجو أن أؤكد لك أن الآخرين لا يستشعرون هذا العرض، فالكثير من الذين يعانون من القلق والخوف والرهاب يعتقدون أنهم تحت رصد أو مراقبة الآخرين أو أنه حين يحس بالضيق أو الغصة أو الانقباض فإن الآخرين يشعرون بذلك، هذه ليست حقيقة، فأرجو أن تطمئن من هذه الناحية، وعليك بالطبع بأن تمارس تمارين التنفس المتدرجة، فقد وجد أنها مفيدة جدّاً لعلاج الغصة، وكذلك عليك أيضاً بممارسة الرياضة فقد وجد أيضاً أنها فعالة جدّاً، وأكرر مرة أخرى بأنه ينبغي عليك تناول الدواء ما دمت استفدت منه، وفي نظري إذا تناولته لمدة عام أو عامين سوف يكون هذا هو الأفضل وهذا هو الأنفع، فلا تحرم نفسك من هذه النعمة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية: لعلاج الرهاب سلوكياً: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً