الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد خلافي مع أمي بدأت تتخيل خيالات غريبة تجاهي!

السؤال

تشاجرت أنا وأمي بسبب عمل ديكور للبيت، وقلت لها: لن أنفذ طلبها، وبعد ربع ساعة جاءت تسألني إذا أنا مررت بقرب المطبخ، فقلت: لا، فقالت: لماذا تظهر رأسك من باب المطبخ وتنظر علي بقسوة، فقلت: أمزح معك -مع أني لم أفعل ذلك!- وبعد 5 دقائق تكررت الحادثة فغضبت مني وجلست قربها وسألتها عن سبب الحزن، فقالت: أنا لم أستطع النوم لمدة شهر كامل.

علماً أني وقت وقوع الحادثة كانت بالمطبخ وتتخيلني أنظر إليها بقسوة ثم أهرب بما أني أجلس بغرفتي، ثم أصابها وجع بعينيها فبدأت تصرخ، عيوني تؤلمني لا أستطيع أن أرى، ثم تحسنت، علماً أني أسكن أنا وأمي فقط!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد رزق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك.
يظهر أن العلاقة وثيقة بينك وبين والدتك، ويظهر أيضاً أن والدتك حساسة، وهذا الخلاف الذي بينك وبينها تولد عنه ما يعرف بعصاب عدم القدرة على التكيف، أي أن والدتك لم تستطع أن تتواءم وتتكيف مع الوضع، وفقدت دفاعاتها النفسية مما نتج عنه هذا الذي نسميه بـ (الهلاوس الكاذبة)، فهي حين قالت أنها قد رأتك وظهر رأسك من باب المطبخ -وهذا لم يكن حقيقة- هذا نوع من الهلاوس الكاذبة، وهي تحصل في حالات الخوف والقلق والانفعال الوجداني الشديد.

إذن والدتك كانت منفعلة وجدانياً وأيضاً حصل لها نوع مما نسميه بـ (التحول الانشقاقي)، بمعنى أنها أصيبت بوجع في عينها وبدأت تصرخ أن عينها تؤلمها، ثم بعد ذلك تحسنت، هذه كلها أعراض جسدية حادة هي في الأصل أعراض نفسية، والأعراض النفسية يعرف أنها يمكن أن تحدث لها عملية تحولية، أي أن تتحول إلى أعراض جسدية.

الحالة -كما ذكرت لك- هي حالة قلق حاد وقلق مسبب، يظهر أن والدتك حساسة، ولم تكن تتوقع أن يحدث هذا بينك وبينها، وهي افتقدت القدرة على التواؤم.

أرجو أن تطمئن والدتك ولا مانع أن تقدم لها اعتذاراً عما حدث، وأن تظهر لها مودتك وطاعتك وبرك لها، هذا سيكون في رأيي كافياً جدّاً ومفيداً جدّاً بالنسبة لوالدتك، وفي نفس الوقت يجب ألا تتكلم عن الموضوع كثيراً، يعني لا تسترسل وتسألها: كيف رأت رأسك من باب المطبخ وأنت لم تنظر إليها بقسوة – وهكذا – فلا داعي أن تثير الموضوع مرات ومرات؛ لأن ذلك أيضاً ليس مستحسناً من الناحية النفسية وربما يؤدي إلى نوع من الاحتقانات النفسية الداخلية لديها.

بقي أن أصف علاجاً بسيطاً لوالدتك يساعدك - إن شاء الله تعالى – على زوال هذا القلق، والدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline).

فيمكنك أن تسأل عن الدواء باسمه العلمي،لأني أعلم أن هناك منتجاً سوريا لا أعرف اسمه التجاري، ولكنك حين تعطي الصيدلي الاسم العلمي سوف يعطيك الدواء - إن شاء الله تعالى - .

دع والدتك تتناول هذا الدواء بمعدل حبة واحدة -وقوة الحبة خمسون مليجراماً- في اليوم لمدة شهرين، ثم حبة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا الدواء من الأدوية السليمة ومن الأدوية الفعالة، ويعرف عنه أنه مفيد جدّاً في حالات القلق والتوتر وعدم القدرة على التواؤم، والبعض يسمي هذه الحالات أيضاً بعصاب الفاجعة، ووجد أن هذا الدواء أيضاً مفيد في مثل هذه الحالات.

الأمر بسيط جدّاً، فأرجوك أن تظهر لوالدتك المزيد من البر والمودة واللطف، وأن تحسن إليها وأن تطمئنها، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

ولكيفية الرقية الشرعية يرجى الاطلاع على هذه الاستشارات: (237993- 236492-247326).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً