الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توتر شديد وتعرق وارتجاف عند الصلاة بالناس إماماً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متزوج منذ سنتين، وأقيم بأوروبا منذ زمن، ولدي عطلات سنوية أعود فيها إلى بلدي، ولكني أكلم زوجتي كل يوم تقريباً، ونشعر بالسعادة معاً ولله الحمد.

وقد قمت بتطبيق بعض الإرشادات التي نصحتموني بها، والتحقت بحلقة تجويد منذ شهر، وصرت أحضر محاضرات كل أسبوع ولله الحمد، وكذلك منّ الله علي بحضور جميع الصلوات في المسجد، وقد أُعجب الشيخ بقراءتي فقدمني للصلاة بالناس، وعندما قمت بذلك أصابني توتر شديد وتصبب العرق مني وصرت أرتجف، وزاد هلعي بشكل كبير عند ركوب الحافلة وعند دخول البنك، فما الحل؟ وهل دواء الزيروكسات مفيد في حالتي؟ وما هي فعاليته؟!

ورغم أن لدي طموحا وإرادة إلا أن العرق الذي يتصبب مني لأتفه الأسباب جعلني حائراً، فأفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محفوظ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نسأل الله تعالى الذي سهل لك أن تحضر حلقات التلاوة والمحاضرات الأسبوعية في المسجد والدروس، أن يجعل لك الأجر والثواب، وأن يجعل ذلك سبباً في شفائك من كل الصعوبات والمخاوف الاجتماعية التي تعاني منها.

وأرجو أن لا تتجنب المواجهات أيّاً كان نوعها، وما دام الشيخ معجب بقراءتك فهذا يجب أن يكون حافزاً ومشجعاً قويّاً بالنسبة لك للإقدام على القراءة والتلاوة.

ومما فهمته من رسالتك أنك لا زلت تعاني من التعرق في بعض الأماكن، خاصة عند ركوب الحافلة أو دخولها، وهذا يدل أنه ربما يكون لديك إشكالية مع الأماكن الضيقة أو الأماكن المغلقة، أو لديك ما يعرف بخوف ورهاب الساح أو الساحة، وهو منتشر أيضاً ومرتبط بدرجة كبيرة بالخوف الاجتماعي.

وأما عقار (زيروكسات Seroxat) فإنه علاج طيب ومفيد وفعّال وسوف يفيدك، والجرعة التي تبدأ بها هي عشرة مليجرامات ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها بعد ذلك إلى حبتين (أربعين مليجراماً) واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بمعنى أن تناول حبة يومياً حتى تقضي مدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.

وسوف تجد إن شاء الله أن هذا الدواء قد ساعدك في إزالة التعرق والخوف، ولابد لك أن تستصحب الدواء دائماً بالتفكير المعرفي، وهو خطوة علاجية مهمة إذا أحسن الإنسان تفهمها والاستفادة منها.

وحالتك حالة بسيطة وأنا على ثقة كاملة أنك بهذه التطبيقات العملية من الذهاب إلى المسجد وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الدروس وفي حلقات التلاوة سوف تجد أن حالتك قد تحسنت جدّاً، فعليك بمواصلة هذه الدافعية وهذا الإقدام، وعليك بالإكثار من المواجهة، وتناول الدواء كما وُصف لك، وأنا على ثقة كاملة أنك إن شاء الله تعالى سوف تتخلص من هذه الأعراض وسوف تجد أن مزاجك قد تحسن وأنك قد أصبحت أكثر تواؤماً وتكيفاً مع الحياة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً