الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات القلق والتوتر والرهاب وشد للشعر

السؤال

أعاني من القلق والتوتر وأتناول الزاناكس والسيبراليكس، بمعدل حبة واحدة من الزاناكس صباحاً وقد كانت 5 والآن أصبحت 2 وقد انقطعت عنه منذ أسبوع وسيبراليكس ليلاً ولا زلت مستمرة عليه.

أعراضي المرضية انخفض معدلها من الوقت كله إلى أوقات معينة حيث إني أعاني من المرض منذ أن كان عمري 14 والأعراض محرجة حقاً، ولا أستطيع السيطرة عليها إلى اليوم، حيث إني أخربش على ثيابي وجلدي وأقرص نفسي، وأرمي الأشياء وأشد شعري، وتتسارع نبضات قلبي وتنفسي، وأتعرق، وأُصاب بجفاف الحلق، وكلامي متقطع، وجسمي يصاب بالخدر، وأدوخ، وأريد الهرب ولا أرتاح إلا عندما أخرج من المكان، ولا أستطيع الكتابة عندما تأتي الامتحانات.

فماذا أفعل لأسيطر على نفسي وعلى الأعراض، فأنا إن شاء الله مقبلة على الجامعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هنالك بعض التداخل في الطباعة ولكن الذي استخلصته هو أنك الآن قد توقفت عن تناول الزاناكس Xanax، وهذا أمر إيجابي جدّاً، وأقول لك: إن حالتك تتطلب الاستمرار على عقار السبرالكس Cipralex، وأفضل أن تكون جرعته هي عشرين مليجراماً في اليوم، ويجب أن تستمري على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات يومياً لمدة ستة أشهر أخرى.

حالتك التي وصفتها هي حالة قلق وتوتر نفسي، ولديك أعراض واضحة لما نسميه بالهرع أو الرهاب، وهنا يفيد السبرالكس كثيراً.

أما ما تقومين به من أفعال كالخربشة على الثياب والجلد ورميك للأشياء وشد شعرك، لا شك أن هذه تصرفات ليست سوية، بالرغم من أنها تحت إرادتك، ونصيحتي لك هو أن تحاربي هذه الاندفاعات بتحقيرها والعزم على عدم تكرارها والتذكر بأنها تسيء إلى شخصيتك، هذا مهم جدّاً، وهذه التصرفات يصفها البعض بأنها تصرفات هستيرية القصد منها هو شد انتباه الآخرين.

أنا لا أريد أن أصل لهذه النتيجة في حالتك، ولكن أنصحك بأن توقفي هذا النوع من السلوك؛ لأنه سوف يضر باسمك وبسمعتك، وفي ذات الوقت يجعل صحتك النفسية معتلة.

يمكن التحكم فيه، فقط يتطلب منك ذلك العزم والتصميم على ألا تقومي بمثل هذه الأفعال، فعلى سبيل المثال: حين يأتيك التوتر بدل أن تخربشي على جلدك قومي بالمسك على راحة يديك بقوة شديدة، اقبضي على يديك بقوة واضغطي حتى تحسين بالألم، وكرري ذلك عدة مرات، ويمكنك في تمرين آخر أن تقومي بأخذ نفس عميق وبطيء وملء صدرك بالهواء ثم بعد ذلك تخرجي الهواء عن طريق الفم، هذا أيضاً نوع من تمارين الاسترخاء الجيدة جدّاً، وبهذه المناسبة أود منك أن تذهبي إلى الأخصائية النفسية لتقوم بتدريبك على تمارين الاسترخاء هذه فهي مفيدة جدّاً، وإذا لم تتمكني من الذهاب إلى الأخصائية النفسية فيمكنك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات التي توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء، وفي رأيي هي مفيدة وضرورية جدّاً لعلاج حالتك.

إذن تجاهل الأعراض السلبية وتناول الدواء وممارسة تمارين الاسترخاء هي الأسس والأطر الرئيسية لعلاج حالتك.

وعليك أيضاً أن تكوني دائمة التفكير الإيجابي، فأنت الحمد لله طالبة ولك آمال كثيرة في الحياة وأنت مقبلة على دخول الجامعة، فيجب أن تكون لك الحيوية وتكون لك الإرادة والعزيمة والدافعية، وأن تنظمي وقتك، وأن تبحثي وتسيري نحو التفوق، هذا كله إن شاء الله يمكن الوصول إليه بإدخال الأفكار الإيجابية مكان الأفكار السلبية.

عليك أيضاً أن تلتزمي التزاماً قاطعاً بصلواتك وبتلاوة القرآن والأذكار والدعاء، وسلي الله تعالى أن يرفع عنك هذا البلاء، وعليك بالرقية الشرعية، فهي تفيد في كثير من مثل هذه الحالات، ويمكن للإنسان أن يكرر الرقية الشرعية عدة مرات فهي إن لم تنفع فلن تضر لأنها من كلام الله ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

أرجو أن تنظمي وقتك بصورة جيدة، وأن تتواصلي مع زميلاتك، الجئي إلى الدراسة والمذاكرة الجماعية، فهي دائماً تكون مفيدة.

إذن هنالك حلول كثيرة جدّاً وحالتك إن شاء الله بسيطة وباتباعك للإرشادات السابقة سوف تتمتعين بصحة وكفاءة نفسية عالية بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يكتب لك النجاح والتوفيق والسداد في امتحاناتك القادمة، وأن تدخلي الكلية التي تتمنينها.

يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 263666 - 264992 - 265121).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً