الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير تناول الأدوية النفسية في الشهور الأولى من الحمل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد 10 سنوات من الانتظار ومن محاولات التلقيح المجهري وفشلها حملت بشكل طبيعي ولله الحمد.

وقد أخبرتني طبيبتي أن هذا الحمل معجزة، فالحركة عند زوجي 10 مع وجود تشوهات عالية في النطاف، وعمري كبير.

المهم أنني كنت أتناول خلال الشهر الأول من الحمل لوديوميل عيار 50 مع حبة زانكس عيار1 يومياً، حيث لم أكن أدري أنني حامل، فهل لهذا تأثير على الجنين من حيث التشوهات؟ كما أنني كنت أدخن الشيشة يومياً، وأنا خائفة جداً من هذا.

الآن أنا في الشهر الثالث وقد عاودني الاكتئاب، وقلّت شهيتي جداً للطعام، وخائفة على الجنين من معاودة تناول الأدوية فما رأيكم؟

أنتظر جوابكم على أحر من الجمر، وما هي نسبة ولادة الطفل المنغولي في الحمل بعد الأربعين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
فنحمد الله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة هذا الحمل بعد هذه المدة من العقم وبعد هذه المحاولات، ونسأل الله تعالى أن يستمر هذا الحمل على خير وأن ترزقي الذرية الصالحة -بإذن الله تعالى-.

تأثير الأدوية على الحمل يتفاوت من دواء إلى دواء، والمتفق عليه أن فترة تخليق الأجنة وهي مائة وعشرون يوماً الأولى من الحمل يفضل ألا تتناول الحامل فيها أي نوع من الدواء إلا إذا كانت هنالك ضرورة معينة، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي، وبالرغم مما قلته إلا أنني أود أن أشير إلى أنه توجد أدوية يعرف عنها أنها ربما تؤدي إلى اختلافات في تكوين الجنين، وهنالك أدوية لم يُعرف حتى الآن إن كانت تؤثر على الأجنة أم لا، وهذه الأدوية كثيرة جدّاً وشركات الأدوية كنوع من التحفظ وحتى لا تكون عرضة للمساءلات القانونية تنصح بعدم استعمالها، وهنالك أدوية أثبتت سلامتها حتى في مرحلة تكوين الأجنة أي في الأشهر الأولى للحمل.

الدواء الذي تناولته وهو لوديوميل Ludiomil، الحمد لله تعالى فالأبحاث والتجارب تشير أن هذا الدواء لا يؤثر سلباً على الحمل حتى في أشهره الأولى، وكذلك الزناكس Xanax نستطيع أن نقول أنه دواء سليم في أشهر الحمل الأولى...ومن الضروري جدّاً أن أشير أن هذه الأدوية بالرغم مما ذكر عن سلامتها إلا أن هذه السلامة مرتبطة بدرجة كبيرة بجرعة الدواء، والجرعة التي تناولتها أنت وهي خمسون مليجراماً من اللوديوميل تعتبر جرعة غير كبيرة وغير خطيرة ولن يكون لها - إن شاء الله تعالى – أي أثر سلبي على الجنين. أما جرعة الزاناكس فلم توضحيها، ولكني أقول لك حتى نصف مليجرام في اليوم لن يكون لذلك أثر سلبي على الجنين.

أنت أنعم الله عليك بهذا الحمل الغالي ويجب أن تأخذي بالأسباب والتحوطات الكاملة، وذلك بأن تقومي بإجراء المتابعات مع طبيبة النساء والولادة، وهنالك فحوصات معروفة تقوم الطبيبة بإجرائها، فأرجو أن تكوني حريصة على المتابعة.

بالنسبة لتدخين الشيشة فلا شك أن التدخين يؤثر سلباً على الطفل ليس في تكوينه ولكن في حجمه، وأحسب أنك الآن توقفت عن الشيشة، وهذا هو العلاج لهذه المشكلة، وإن شاء الله لن يكون هنالك أي أثر سلبي على الجنين.

المهم في الأمر هو ألا ترجعي لهذه الأدوية ولا للتدخين بالطبع، ولا حاجة لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب في هذه الفترة، بالرغم من أننا نعرف أن هنالك أدوية كثيرة سليمة كاللوديوميل وكالتفرانيل Tofranil وكالبروزاك Prozac، هذه كلها أعطيت براءات السلامة في الحمل، ولكن بصفة عامة أود منك ألا تتناولي أي دواء في هذه الفترة، وليس هنالك ما يدعوك للخوف، بل على العكس تماماً يجب أن تكوني في معنويات عالية ومنشرحة ومتفائلة بعد أن منَّ الله عليك بهذا الحمل، ويجب أن تفكري دائماً إيجابياً وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد في بيتك وفي شئون حياتك الأخرى، وهذا يقلص كثيراً من فرص الإصابة بالاكتئاب أو استمراره.

أما سؤالك الأخير وهو: وما هي نسبة ولادة الطفل المنغولي في الحمل بعد الأربعين؟.. فقد وجد أن نسبة أن يكون الطفل منغولياً تزداد مع عمر الأم، وبعد الأربعين نستطيع أن نقول إن واحداً من كل مائة حمل هنالك احتمال أن يكون الطفل من الناحية الجينية تكوينه تكوين الطفل المنغولي.

توجد الآن فحوصات للحمل يستطيع الطبيب من خلالها أن يعرف إذا كان الطفل منغولياً أم لا، أنا لا أريدك أن تذهبي فوراً لإجراء هذه الفحوصات وتلحين عليها؛ لأن ذلك متروك لتقدير الطبيب، وفي رأيي أن تستعيني بالدعاء أن يرزقك الله طفلاً كاملاً في خلقه وطبيعياً، ونسأل الله تعالى أن يسهل عليك الوضع وأن يجعله ابناً صالحاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً