الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج عرض القلق التوقعي الناتج عن الرهاب والمقدار اللازم في استخدام مهدئه من الزانكس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله كل خير على هذا الموقع وعلى إجاباتكم القيمة، وجعله في موازين أعمالكم، ونفعكم به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أما بعد:

فأنا أعاني من مرض الرهاب والقلق المستمر، وقد ذكرت في استشارة سابقة أني لا أهتم بنتيجة ما يحدث لي من جراء مقابلة الناس سوى أني أخاف من أن تنتابني نوبة من الهلع.

وقد وصفتم لي (سيبراليكس20 ملغ) منذ (4) أشهر وأنا أتناوله بانتظام، والحمد لله أنا بحالة أفضل مما كنت عليه في السابق، وأمارس حياتي كما يجب إلا أنني ما زلت أشعر بالخوف والرهاب وتوتر الأعصاب والرجفان، عندما أتناول المهدئ (البرازولام 0.25) أشعر بتحسن شديد وقوة ويذهب عني الخوف رغم علمي بمخاطر هذا الدواء إلا أنني أتناوله عند اللزوم، وقد قال لي أحد الأطباء بأنه لا خوف منه بالنسبة لي سيما أنني متعلم وأعرف هذا الدواء.

أرجو النصح لي والإفادة، مع العلم أن التعليم السلوكي لي أتابعه في كل تصرفاتي ولكن دون تحسن ملموس، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).

والحمد لله تعالى على ما أنعم به عليك من نعمة التحسن من هذه المخاوف والرهاب، والمخاوف والرهاب هي في الحقيقة أصلاً نوع من أنواع القلق، ولا شك أن العلاج السلوكي يعتبر علاجاً مهماً وذلك بجانب العلاج الدوائي.

العرض الذي تبقى لديك هو أنك تخاف أن نوبة الهلع سوف تنتابك، وهذا من الأعراض المنتشرة بين الذين يعانون من هذه الحالات، وهذا نسميه بالقلق التوقعي، وهذا يتطلب علاجه أن يُقنع الإنسان نفسه أنه ليس من الضروري أن أخاف من شيء لم يحدث وقوعه، أي: لماذا أخاف من شيء لم يحدث في الأصل؟ ويجب أن تخاطب نفسك بأنك متحسن وبأنك أفضل مما سبق لدرجة كبيرة، وهذا دليل قاطع أن هذه الحالة يمكن علاجها.

حاول أن تبني هذه القناعات في داخل نفسك، وهذه القناعات إن شاء الله سوف تؤدي إلى إزالة هذا الخوف وهذا القلق التوقعي الذي هو ليس بالحقيقي.

كما ذكرت لك: الممارسات السلوكية ضرورية، خاصة مثل تمارين الاسترخاء والمواجهات وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وأنت -والحمد لله- تسير على هذا الخط.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فيما يتعلق بعقار البرازولام (Alprazolam / زانكس Xanax)، نحن لا نقول: إنه ممنوع منعاً باتاً أن يتناوله الإنسان إذا كان هنالك حاجة له، وأنا أتفق مع الطبيب الذي ذكر لك أنه لا خوف منه بالنسبة لك إذا كنت تستعمله بمسئولية وانضباط، بمعنى ألا يزيد استعماله عن مرتين في الأسبوع، وهذا ضروري جدّاً، فنحن نخاف كثيراً أن يصل الإنسان إلى درجة من التساهل مع نفسه ويبدأ مرة في الأسبوع ثم مرتين ثم ثلاثاً ثم هكذا حتى يصبح الدواء جزءاً من حياته، وحقيقة لا نستطيع أن نقول: إن هنالك فرقا بين المتعلمين وغير المتعلمين مع احترامي لكل إنسان، فالتعود هو التعود والإدمان هو الإدمان، ولكن استعمال الدواء بمسئولية لا بأس فيه أبداً، فلا مانع استعماله في نطاق ضيق كما ذكرتُ لك.

وشيء آخر: أنا لا أريدك أن تعتبره حلاً سحرياً، هذا أيضاً ضروري، فأنت حين ترفع من قيمة الدواء في نفسك بمعنى أن تعتقد أنه هو الذي سوف يحل صعوباتك النفسية؛ هذا أعتقد أنه سوف يؤدي إلى نوع من التلاحم والود والالتصاق بينك وبين الدواء، فاعتبره أحد الأدوية المفيدة ولكن يجب ألا تعتقد في داخل نفسك أنه هو الذي سوف يزيل الخوف إزالة قاطعة، فأنت قد تحسنت بفضل الله أولاً ثم باجتهادك وممارساتك السلوكية وتناولك لعقار السبرالكس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً