الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الاكتفاء بالإندرال في علاج الرهاب وأهمية مواجهة المواقف الاجتماعية

السؤال

السلام عليكم

لدي سؤال فيما يتعلق بعلاج الرهاب الاجتماعي، حيث إنني مصاب به، ونوعه مضطرب، بمعنى أنه ليس على وتيرة واحدة، بل أتعافى منه مرة ثم تعود لي هذه الحالة مرة أخرى، ولا أعرف السبب، وأنا أستخدم حالياً (إندرال) لكن بنسب عالية جداً تصل إلى 8 - 9 حبات (40 مج)، وقد نبهتموني على الحذر من هذه الجرعات الزائدة، مع أني لا آخذ هذه الجرعات الزائدة إلا لضمان عدم التعرض لأعراض الرهاب بالكلية، فأنا إذا عرفت أني تعاطيت هذه الجرعة أكون في مأمن نفسياً.

فما هو علاج هذه النكسات؟

وهل التعرض للمواقف الاجتماعية ضروري للتخلص من هذا الداء، مع أني جربت ذلك كثيراً وأنجح في بعضها دون البعض، أم الأفضل أن أرى الموقف المناسب وأدخل فيه دون الهرب بالكلية؟ لأني أعتقد أن التعرض للمواقف الاجتماعية مثل الإمامة أو الخطبة دون الاستعداد يزيد الأمر سوءاً ويخلق مضاعفات نفسية ربما تحد من علاج هذا الداء، ساعدوني في التخلص من هذه العقدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن هذا التذبذب في الأعراض هو سمة من سمات الرهاب الاجتماعي، حيث إنه في الأصل نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، ويعرف أن القلق يتأرجح ما بين الشدة والانخفاض وربما الاختفاء الكامل، وذلك حسب شخصية الإنسان وتكوينه النفسي وتفاعله مع ظروفه الحياتية.

الإندرال علاج لا بأس به ولكننا نعتبره علاجاً مساعداً وليس أساسياً، وما ذكرته من أنك تعيش في شيء من الطمأنينة والأمان حين تتناوله هذه تجربة يمر بها الكثير من مرضى القلق والرهاب، وأعرف أن هنالك بعض الذين يعانون من هذه الحالة يحتفظون بالإندرال والأدوية المماثلة، وهذا يولد لهم نوعاً من الطمأنينة النفسية.

العلاج الدوائي الأفضل هو عقار يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، فهو يعالج الأعراض من أصلها وليس المكون الفسيولوجي فقط والذي يعالجه الإندرال.

فعليه - يا أخي الكريم الفاضل – أرى أنه من الضروري أن تتناول أحد الأدوية المعروفة والمشهود لها بالفعالية في علاج الرهاب الاجتماعي.

عقار زيروكسات هو من أفضل الخيارات، وأنصحك أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً واستمر عليها لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه تعتبر جرعة علاجية فاعلة ومؤثرة، وبعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة إلى حبة ونصف لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف حبة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء - كما ذكرت لك - من الأدوية الفعالة والسليمة جدّاً، ولا مانع أن تتناول معه الإندرال، ولا أعتقد أنك سوف تحتاج لجرعة تزيد عن أربعين مليجراماً في اليوم.

بالنسبة لاستفسارك حول المواجهة وأهميتها؛ فلا شك أن مقومات العلاج السلوكي تقوم على مواجهة الموقف وعدم الهروب منه، وقد وُجد أن التعرض والاستمرار فيه وتكراره وألا تقل مدة التعرض عن نصف ساعة هو من أفضل وأنجح العلاج السلوكي، فأرجو أن تحرص على هذا وطبقه بصورة منتظمة.

ولا شك أن تناول الدواء سوف يمهد لك بصورة ممتازة جدّاً لتطبيق التعرض السلوكي دون أي معاناة أو قلق، نحن ننصح بالعلاج السلوكي كثيراً لأنه أفضل من العلاج الدوائي في منع الانتكاسات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً