الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب تحاليل وفحوصات طبية، أرجو التوضيح.

السؤال

الاستشارة موجهة إلى د.محمد عبد العليم.

لي أخ عمره 18 من العمر، لديه حالة ذهنية تتلخص بأن أبي يكيد له مكائد، يقوم بعدها أخي المراهق بضرب أبي بالحذاء وينعته بالكلب ويقول له: إنه سبب كل شيء، فصوتي يشبه صوتك وأنفي يشبه أنفك، ويسب لفظ الجلالة والأنبياء عليهم السلام، وتستمر لديه هذه الحالة لمدة نصف ساعة فقط، ثم يعود طبيعياً يمزح معنا ويلعب بالكمبيوتر ويشاهد الرياضة على التلفزيون، ولم نشاهده يخرج إلى الشارع للعب مع أقرانه، وقد عرفنا من بعض أقرانه أنه لا يخرج بسبب قيام أصحابه بالسخرية منه، وأصبح يفكر كثيراً ويمسح على شعره كثيراً، والسؤال:

1- هل حالة الذهان من النوع البسيط؟ علماً أن الحالة التي وصفتها تأتيه لمدة نصف ساعة يومياً تقريباً ثم يعود طبيعياً.

2- هل يمكن الشفاء من هذه الحالة، وهل من الممكن حدوث انتكاسة مستقبلاً إذا واجهته ظروف عصيبة أو صدمة نفسية؟

3- أي العلاجات أفضل لحاله؟ أرجو ذكر الأدوية باللغة الإنكليزية مع ذكر الجرعات، ولأي فترة يستمر عليها؟

4- هل نصارحه بمرضه أم نستمر بوصف الأدوية له بدون ذكر أي شيء، علماً أني أعرف أنه قد عرف مرضه ويخجل أن يعترف أمامنا؟

5- هل يمكن أن يعيش حياة طبيعية ويتزوج وينجب ذرية صالحة؟

6- هل يمكن أن يتطور المرض إلى حالة خطيرة؟

7- هل تعرف أشخاصاً عاشوا حياة سعيدة بعد أن مروا بهذه التجربة؟

8- ما هي نصيحتك لي؟

وشكراً مقدماً، وعذراً على الإطالة، علماً أني من كثرة التفكير بحالة أخي سأصبح مثله إذا لم يشف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مجيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

نحن -يا أخي- لا نميل حقيقة لتشخيص بعض الحالات مما يرد من أوصاف للحالة فقط، لأن التشخيص إذا لم يقم على كل المعايير والتي قد تتطلب فحص المريض مباشرة أو إجراء فحوصات مختبرية له فلا يكون دقيقاً، وأعتقد أن هذا هو الحال في حال هذا الأخ -شفاه الله تعالى-.

قد لا تكون هذه الحالة حالة ذهانية مباشرة، هذه الحالة غريبة تنحصر في وقت معين، إذن هي حقيقة قد تندرج تحت التصنع، وهذا ممكن جدّاً وجائز جدّاً، قد تندرج تحت ما يعرف بالهوس الحاد المحدود، أي أنه لفترة معينة، وفوق ذلك والذي أراه والأهم هو أن هنالك بعض اضطرابات الفص الصدغي، أي وجود صرع أو بؤرة صرعية في الفص الصدغي ربما تؤدي إلى مثل هذه الحالات.
إذن نحن لا نستطيع أن نشخص هذه الحالة، وهذه أمانة علمية، ولكن في نظري أنها تندرج تحت هذه الثلاثة: (التصنع – الهوس المحدود – أو أنها ذهانية ثانوية لوجود بؤرة صرعية في الفص الصدغي)، وإذا كان التشخيص هو التشخيص الأخير -وهو الأقرب فيما أعتقد- هذا يتطلب فنيات خاصة وفحوصات يجب أن تشمل إجراء تخطيط للدماغ، وبعد ذلك إذا طلعت النتيجة إيجابية سوف يكون العلاج مختلفاً تماماً عن علاج الحالة الذهانية البسيطة.

إذن لن يكون من الصواب أن نصف أدوية علاجية قبل أن نتأكد من التشخيص، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر هذا الأخ.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً