الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف عامة وإحساس بمراقبة الناس .. نظرة طبية وعلاج نافع.

السؤال

السلام عليكم..


أشعر بالخوف أحياناً، أفكر في أشياء تافهة، وأضحك قليلاً عندما أتحدث مع الآخرين، أتحدث مع نفسي بدون صوت، أشك في الآخرين ومراقبتهم لي، ولكن سرعان ما أراجع نفسي.

في الماضي استعملت Seroxat.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
فإن الزيروكسات الذي تناولته في الماضي يعرف عنه أنه من الأدوية الممتازة جدّاً لعلاج المخاوف والقلق والتوترات والوسواس وكذلك الاكتئاب النفسي.

الأعراض التي تعانين منها الآن تحمل في طياتها أيضاً صورة من صور قلق المخاوف، ولكن في رأيي العرض المهم هو: (الشك في الآخرين، والاعتقاد بأنك مرصودة أو مراقبة من قبلهم)، هذه درجة بسيطة مما نسميه بمرض الظنان، أي مرض الشكوك، وهنا نقول لك: حاولي جهدك بأن تحسني الظن بالناس، وحينما تشاهدين شخصين مثلاً يتكلمان مع بعضهما البعض قد تعتريك فكرة أنهم يتحدثون عنك، ففي هذه اللحظة قومي مباشرة بتغيير الفكرة وقولي لنفسك: (ربما يتحدثون في موضوع آخر، لماذا أنا أعتقد مثل هذا الاعتقاد، لماذا لا أحسن التأويل، لماذا لا أظن بالآخرين خيراً)؟ وهكذا إجراء هذه الحوارات مع النفس مهم جدّاً.

والشيء الآخر: أنا سوف أقوم بوصف دواء جيد جدّاً لعلاج الشكوك وحديث النفس، والدواء يعرف تجارياً باسم (الرزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة والجيدة جدّاً، وإذا كان الخوف مسيطراً عليك فلا مانع أن تتناولي الزيروكسات مرة أخرى بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام – أي نصف حبة – لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام مرة واحدة كل يومين لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أراه جيداً بالنسبة لك، ولابد أيضاً أن توجهي طاقاتك النفسية والجسدية نحو ما هو مفيد: عليك الاجتهاد في أعمال المنزل، التواصل مع الآخرين، الانخراط في الأعمال الخيرية، حضور مراكز تحفيظ القرآن، المشاركة في أي عمل خيري -كما ذكرت لك- يعتبر أمراً يبني ثقة الإنسان في نفسه وفي الآخرين.

وحول العلاج السلوكي للمخاوف يرجى الاطلاع على: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 ).

نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً