الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقة الوثيقة بين الغفلة عن الله والكآبة والحزن

السؤال

عندي أخ يقنط كثيراً، حتى أنه أحياناً يجلس مع نفسه وحيداً ويبدأ بالبكاء، ويقول: لماذا هي الحياة معنا بهذه القسوة؟ ويعتقد أن العين هي السبب في هذه المشاكل.

علماً أن عباداته قليلة، إذ إنه قليلاً ما يذهب للصلاة في المسجد، أو أنه أحياناً يشاهد التلفاز ويؤذن ولا يذهب للصلاة في المسجد، ويبقى كما هو، أو أنه يجمع بعض الصلوات مع بعضها في الليل مثلاً! فهل يمكن أن تكون ذنوبه ومعاصيه هي السبب؟ علماً أنه ما زال في أوج شبابه 22 سنة.

أعينونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الله سبحانه يقول: (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))[طه:123-124]، والعلاقة وثيقة جداً بين الغفلة عن الله وبين الكآبة والحزن، وفي الصلاة والذكر علاج عظيم قال تعالى: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ))[الحجر:97]، فما هو العلاج: (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:98-99].

وأرجو أن يعلم الجميع أن المواظبة على الصلاة من أسباب الحصول على الرزق، وهذا ما أشار إليه العلماء عند تفسير قوله تعالى: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))[طه:132].

ولا شك أن الوحدة شر، وأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن واجب الأخ أن يبحث عن جلساء صالحين، وأن يرضى بما يقدره رب العالمين الذي خلق الإنسان من طين، وعليه أن يدرك أن الكون ملك لله، وأنه لن يجد في كون الله إلا ما أراده، والسعيد هو الذي يجعل رضاه في مواطن الأقدار، ويكثر من الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، ويتذكر أن شكر العظيم سبب لسعة الأرزاق.

وقد أحسنت؛ فإن المعاصي سبب للشرور، وقد قال ربنا في كتابه: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30]، وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وعندما قدم الصحابة العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ليستسقي لهم، قال في دعائه لله: أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة. فشجعوا هذا الأخ على التوبة والرجوع إلى الله، والمواظبة على الصلاة في وقتها، وشغل النفس بالمفيد، والإكثار من تلاوة كتاب الله المجيد.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله والاستقامة على دينه، وعليكم بكثرة الدعاء؛ فإنه سبب لرفع البلاء، ونسأل الله أن يوسع أرزاقكم، وأن يلهم هذا الشاب السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً