الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت والآثار التي تترتب عليه وكيفية تجاوزها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو من الله ثم منكم الإفادة بشكل صحيح، أعاني من خوف من الموت، ومن ألم في البطن، وألم في الظهر، والمسالك البولية، وضيق الصدر، وعدم الشعور بالفرح، وبالرغم من ذلك أتاني قبل شهر ونصف بكاء وأصر على البكاء لكي أرتاح، والحمد لله راح كل ذلك، لكن أعاني الآن من ألم في البطن وضيق الصدر، وعدم الشعور بالفرح، والتفكير في الموت، وقلة التركيز، والخوف من الأمراض والآن أنا أعاني من التهابات ولم ألجأ إلى المشفى من الخوف من الأمراض الخبيثة.

أرجو من الله ثم منكم الإفادة عاجلاً، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فجزاك الله خيراً، وبارك الله فيك.
فمن الواضح أنك تعاني من قلق المخاوف، وهي في الأصل نوع من القلق النفسي وتكون متعددة، منها المخاوف من الأمراض والمخاوف من الموت، وهذه تجعل الإنسان يتجنب بعض المواقف مثل ما حدث لك من أنك لا تريد أن تذهب إلى المستشفى خوفاً من الأمراض الخبيثة.

هنالك علاجات دوائية تساعد في مثل حالتك، وهنالك علاجات سلوكية أيضاً تساعد كذلك، والعلاج الدوائي الذي نوصي باستعماله في مثل حالتك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام (نصف حبة) - من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – لمدة عشرة أيام، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة يومياً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يومياً واستمر عليها لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناوله.

بجانب السبرالكس هنالك عقار آخر يعرف تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه الأدوية يعرف عنها أنها مضادة للقلق ومضادة للمخاوف، خاصة المخاوف المرتبطة بالأعراض الجسدية مثل آلام المعدة أو الضيق والتوتر الذي يشعر به الإنسان في الصدر.

والسبرالكس أيضاً يتميز بأنه محسن للمزاج ويزيل الشعور بالكدر ويجلب لك الانشراح والفرح - إن شاء الله تعالى - .

الجوانب العلاجية الأخرى فيما يخص الخوف من الموت، فهذا الخوف الذي لديك لاشك أنه ناتج من القلق، ولكن أي إنسان يجب أن تكون لديه درجة من الخوف من الموت؛ لأن الموت حق، والإنسان الذي لا يخاف من الموت ربما لا يسعى لعمل الآخرة، وعليك أن تكون أكثر توكلاً وأن تعرف أن الأعمار بيد الله وأن الخوف من الموت لن يقدم ولن يؤخر في عمرك ثانية واحدة.

هذه قضية محسومة، وحين تبدأ في مخاطبة نفسك بصورة منطقية سوف تصل لخلاصة أن القلق حيال الموت يجب ألا يكون قلقاً أو خوفاً مرضياً، إنما يكون خوفاً حقيقاً يسعى الإنسان من خلاله للعمل لآخرته ويسعى الإنسان لأن يحسن الله تعالى خاتمته.

المخاوف تؤدي إلى ما يعرف بالتجنب أو الابتعاد عن مصدر المخاوف، وأنت الآن تتجنب الذهاب إلى المستشفيات، ولكن العلاج السلوكي الصحيح هو أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، بمعنى أن تقنع نفسك بضرورة الذهاب للفحص، وفي نفس الوقت تقول: (لماذا أخاف، فأنا لن يقع لي شيء ولن يحدث بإذن الله تعالى شيء)، أنت تتكلم وتفكر عن أشياء افتراضية أنه ربما يكون كذا وكذا، فليس من الضروري أبداً أن يكون التفكير على هذا المستوى، فيمكن أن يكون الأمر التهاباً بسيطاً أو انقباضات عضلية وليس أكثر من ذلك. اذهب إلى الطبيب وتوكل على الله وسل الله تعالى أن يحفظك.

سيكون من المفيد لك أيضاً أن تمارس أي تمارين رياضية، كتمارين المشي أو الجري، لأنها تحرق وتجعل الإنسان يتخلص من هذه الطاقات السلبية، والتخلص من الطاقات السلبية في نهاية الأمر - إن شاء الله تعالى – يبني لدى الإنسان طاقات نفسية جديدة تكون أكثر إيجابية وتؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والراحة.

هنالك أيضاً تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء وهذه تفيد كثيراً في القلق والخوف، وهي من السلوكيات العلاجية المعروفة، فأرجو أن تذهب إلى أخصائي نفسي ليرشدك ويدربك على كيفية إجراء تمارين الاسترخاء، وإن لم يكن ذلك متيسراً فأرجو أن تتحصل على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو السي دي التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، بشرط أن تلتزم التزاماً قاطعاً بممارستها حسب ما هو موضح في هذه المعينات العلمية.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً