الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قريبة زوجي تتحدث عني بالسوء وزوجي يصدقها، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تزوجت منذ ثلاثة أشهر، وصارت حياتي معاناة يومية بسب تدخل زوجة خال زوجي في حياتي باستمرار، والمصيبة أن زوجي يصدقها ولا يصدقني، ويسمع كلامها ولا يسمع لي، وأنا أيضاً في البداية صدقتها لما لها من قدرة على النفاق، وفي يوم جاءتني جارة أخرى وقالت بأن هذه المرأة تتحدث عني بالشر، وقالت حتى الأسرار بيني وبين زوجي، ولم أقف عند قول هذه الجارة بل تأكدت بنفسي من سلوكها، فقررت مقاطعتها، فغضب زوجي مني وقاطعني بدوره، فرجاء كيف أتصرف في هذه الحالة؟ وهل ما تقوله الجارة الأخرى لي يدخل في باب النميمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تقوله الجارة الأخرى يدخل في باب النميمة من أوسع الأبواب، وعليها أن تتقي الله وتتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة نمام)، مع ضرورة أن يدرك الجميع أن النمامة على خطر عظيم وشر مستطير حتى ولو كانت صادقة؛ لأن المؤمنة إذا وجدت خيراً نشرته، وإذا وجدت شراً سترته وكتمته، ونصحت المخطئة وذكرتها بالله.

ولو أنها تركتك تتعاملين مع زوجة خال زوجك على البراءة والصفاء لتوقفت الشرور والسوء، فإن الله يقول: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ)[المؤمنون:96]، وإذا كانت علاقتك بزوجك طيبة فمن الكمال أن تحسني إلى من حوله من الأهل، وبذلك تضمنين ولاءه ووفاءه.

وإذا كان زوجك يصدقها فاقتربي من زوجك واحرصي على تحمل زوجة خاله، وسوف يأتي اليوم الذي تنكشف فيه الحقائق وعندها سيفهم زوجك كل شيء.

أما بالنسبة لحديثها عن أسرارك وأسرار زوجك فالأمر بأيديكما؛ لأن الإنسان إذا أهمل بيته فإنه لا يمكن أن يلقي اللوم على الآخرين، والإنسان يملك سره فإذا نشره أصبح ملكاً لغيره.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة إصلاح ما بينك وبين الزوج، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً