الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الجلطة القلبية بسبب خطأ أحد الأطباء

السؤال

لقد أخطأ أحد الأطباء عندما أحسست بآلام صدرية وقال بأنني أصبت بجلطةٍ قلبية، حينها أصابتني صدمة قوية، وأصبحت أذهب لكثير من الأطباء، ولكن جميعاً يؤكدون أنني لم أصب بجلطة، وأنه القولون العصبي، المهم أصبحت كثير الوسوسة، وأصبت ببرودة وتعرق بالأطراف، وأرى كل شيء أمامي وكأنني أعيش في حلم دائم خارج الواقع، وأزور الأطباء يومياً وأعرض عليهم شكواي المرضية علها تكون السبب، ويؤكدون لي أنه قلق وتوتر، وأصبحت أرى كل شيء حلماً، وأنني مازلت نائماً، وقد ذهبت لطبيب نفسي، وكتب لي دواء اسمه (أفكسور) ولكن دون فائدة، وما زلت أرى الحياة وكأنها حلم، وازداد وزني كثيراً، وأصبحت أكثر كآبة، ولكن خف القلق لدي عما كان عليه في السابق، أريد أن أعيش الحياة بواقعية وبدون أحلام، الرجاء المساعدة، علماً بأنني أقوم بواجباتي الدينية وجميع الصلوات، وقد ذهبت لمكة عدة مرات لأداء العمرة .
ملحوظة: الحالة لها 3 سنوات، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحكم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

هذه حالة من الحالات الشائعة والتي كما ذكرت وبكل أسف ربما يتسبب فيها بعض العاملين في الحقل الصحي، وحالتك بلا شك نوع من القلق النفسي البسيط، ولكن امتد هذا القلق ليشمل بعض التوهم المرضي، ولا شك أن من أسوأ الأشياء التردد والتنقل الكثير بين الأطباء؛ لأن صاحب كل تخصص سوف يحاول أن يعطيك التفسير الذي يروق له.

أرى أنه لديك أصل الاستعداد للقلق النفسي، والقلق -يا أخي- طاقة فعالة ومطلوبة حتى نثابر وننجح في الحياة، ولكن إذا لم يتم استغلال هذا القلق الطبيعي بصورة مثالية وفعالة سوف يتحول إلى حالة مرضية.

نصيحتي الأولى لك والأساسية هي أن تتوكل على الله أولاً، وثانياً: تعاهد نفسك وبكل قوة وصرامة أنك لن تتردد أو تنتقل على الأطباء بكثرة.

ثالثاً: عليك الاقتناع التام بأن هذه حالة نفسية بسيطة، وليست عضوية وكثيراً من التقلصات العضلية خاصة في منطقة الصدر يتخيلها البعض أنها ذبحة قلبية، أنت تحتاج ممارسة أي نوع من تمارين الاسترخاء، وتوجد أشرطة كثيرة في المكتبات ترشد إلى كيفية إجراء هذه التمارين بصورة صحيحة، أو يمكن أن تسأل عنها طبيبك النفسي الذي تترد عليه.

كما أنه عليك ممارسة الرياضة حيث أنها تؤدي إلى امتصاص طاقات وشحنات القلق الزائدة والاستفادة من القلق الصحي.

العقار المعروف باسم (إفكسر) من الأدوية التي لا بأس بها في علاج القلق وإن كان هو أفيد في علاج الاكتئاب النفسي.

بالنسبة لحالتك ربما يناسبك الدواء المعروف باسم (بوسبار Buspar) وجرعته هي 5 ملج ثلاث مرات في اليوم، وممكن أن ترفع بعد أسبوعين إلى 10 ملج صباحاً ومساء.

والعقار الآخر هو (بروزال 20 ملج) يومياً ومدة العلاج بالنسبة للدوائين هي ستة أشهر يمكن بعدها أن تستمر على (البروزال) لوحده لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهذه الأدوية تتميز بأنها لا تزيد الوزن كما في حالتك.

وفقك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً