الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصورة القلقية والوسواسية للخوف من الموت وكيفية تجاوزها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يمن على مرضى المسلمين بالشفاء.

منذ حوالي 4 شهور أتتني نوبة برودة في جسمي بدأت من القدم، وشعرت بهبوط عام في كل أعضاء جسمي، وظننت أني سأموت، وبعد الكشف والتحاليل لم أجد مرضاً عضوياً، ومع مرور الوقت بدأ يأتيني هلع من الموت وملك الموت، حتى أني أصبحت لا أنام يومياً غير 3-4 ساعات فقط، وكلما حاولت النوم تأتيني نار ولسع شديد في جسمي كله بدايةً من القدمين، وقد كتب لي الدكتور المعالج فيلوزاك20مجم وبوسبار، وأنا لا أشعر بتحسن ملحوظ، خاصة وأني فقدت شهيتي للأكل، وفقدت خلال شهر واحد 10ك من وزني، وها هو رمضان أتى ولا أدري هل سأشفى وأرجع كما كنت أم سأعيش هكذا، هذا إن عشت لأن فكرة الموت مسيطرة علي، حتى جلبت لي الحزن والكآبة وعدم الأكل، أرجوكم طمئنوني، هل سأشفى أم أنني سأظل هكذا؟

جزاكم الله خيراً.
آسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيراً ونهنئك بالشهر الفضيل، ونسأل الله أن يجعله مغفرة ورحمة وعتقاً من النار لنا جميعاً.

فكرة الخوف من الموت لاشك أن الموت حقيقة ثابتة، ولكن في حالتك إن الأمر أخذ الصفة القلقية والوسواسية، وقد أدى ذلك إلى حدوث نوع من الاكتئاب النفسي لديك، وهذا يمكن أن يفسر فقدان الوزن أو نقصانه وعسر المزاج وازدياد المخاوف.

لاشك أن حالتك تتطلب المزيد من التوكل والتيقن والإكثار من الدعاء، والجانب الأخر هو الآخذ بالأسباب، وفي هذه الحالة هو الاستمرار على الأودية ويعتبر العقار المعروف باسم زيروكسات هو الأفضل والأنجح لعلاج المثلث المرضي المكون من الخوف والوساوس والاكتئاب.

ولكن هذا الدواء ومثل الكثير من الأدوية النفسية يتطلب الصبر عليه حيث أن فعاليته الحقيقية لا تتأتى قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للعلاج، والجرعة التي نبدأ بها دائماً (نصف حبة) لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة بعد أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة ونصف بعد أسبوعين أيضاً، ثم إلى حبتين بعد أسبوعين أيضاً، وستستمرين على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تخفض بواقع نصف حبة أيضاً كل أسبوعين.

أما بالنسبة للبوسبار فيمكن الاستمرار فيه حيث أنه يعتبر نوعاً من العلاج الداعم، ويجب أيضاً أن توسعي صلاتك الاجتماعية والانضمام إلى الجمعيات الخيرية والعمل التطوعي فهذا سوف يرفع الكفائة لديك مما يساعد على اختفاء الأعراض القلقية والوسواسية.

عفاك الله وشفاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً