الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البذاءة عند بعض الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابني عمره أربع سنوات ويتلفظ بالكلمات البذيئة علي وعلى أبيه وعلى كل شخص لا يفعل له ما يريد، ولا أعرف كيف أتخلص من هذه الظاهرة، والعقوبات والشدة في هذه الحالة لم تجلب النتيجة المرجوة، فساعدوني.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ميسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل يخرج إلى الدنيا بفطرة الإيمان والخير، (وما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)، ولم يقل أو يدخلانه في الإسلام لأنه يولد عليه، وبعد أن يخرج إلى الدنيا تبدأ حواسه في العمل قال تعالى: (( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ .. ))[النحل:78]، فإذا بدأت حاسة السمع في العمل فعلينا أن نسمعه كلمة التوحيد ونغرس في قلبه محبة المجيد، ولا نتكلم عنده إلا بالخير والذكر والقرآن، ثم تبدأ حاسة البصر في العمل فعلينا أن نصون بصره عن المناظر المخيفة والأحوال المخلة بالآداب وإذا سمع الطفل خيراً وشاهد برّاً نطق بالحكمة والصواب.

ولا يخفى عليكم أن هذا الطفل يمر بمرحلة العناد التي سوف تنتهي على أبواب السنة السادسة، ولذلك فلابد من عدم مقابلة عناده بعناد مع ضرورة أن نهمل مواقف العناد إذا صدرت منه ولا نظهر الانزعاج أمامه كما لا ينبغي أن نعلن عجزنا فإن ذلك يجعله يتلذذ ويتمادى.

وأرجو أن نمنحه جرعات من العطف والحنان واللمسات الحانية، ونحرص على أن نثني على مواقفه الإيجابية الخالية من العناد، كما ينبغي أن لا نصدر له أوامر تكون إجابتها بلا أو نعم، ويمكن أن نقول: نحن نحب الطفل الذي لا يشتم ولا يسب لأنه يعرف أن المسلم (ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء)، ونشرح له هذه الكلمات ونذكر إلى جواره قول النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).

ونحرص على الترحيب والفرح بكل خطوة إلى الإمام، ونثني عليه بحضور من يحب من الأعمام والأخوال والخالات وغيرهم، كما أرجو أن تنظروا في الرفقة التي حوله، فإن الطفل يتأثر بأقرانه ويأخذ عنهم، ومن الضروري أن يسمع منكم الخير وأن يجد فيكم القدوة الحسنة.

وكم تمنينا أن تصلنا الاستفسارات قبل استخدام ألوان العقوبة على الأطفال؛ لأن العقوبة كثيراً ما ترسخ الخطأ وتدفع الطفل لمزيد من العناد لأن التغافل عن التصرفات يُذهِبُها كما أن أي عقوبة تحتاج إلى دراسة لفائدتها وآثارها قبل استخدامها.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله بالإكثار من الدعاء لهذا الطفل، واعلموا أن أولادنا ينتفعون بصلاتنا وصلاحنا.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً