الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج نصائح حول التواصل الاجتماعي..

السؤال

السلام عليكم..

أعاني بشكل كبير من الخجل الشديد والذي بدوره ساهم في العديد من المشاكل، منها: عدم وجود أي صديق، العزلة والانطوائية، جهل كبير في كثير من الأمور وذلك بسبب عدم الاختلاط مع الناس، ضعف في الشخصية، عدم الثقة، عدم القدرة على التركيز والاستيعاب والفهم سريعاً خاصة أمام الناس، وأحتاج دائماً لقراءة أي أمر في أي كتاب إلى التكرار حتى أفهمه، ولا أفهمه من شخص يلقيه شفهياً، عدم القدرة على حفظ الشوارع والأماكن في المدينة، ثقافة محدودة جداً، رهاب اجتماعي عند مقابلة الناس وعدم النظر في المتحدث، وعدم القدرة على الوقوف أو الجلوس بشكل منتظم أمام الناس أحرك رأسي وأعدل جلستي مراراً، أعبث بيدي أو أي شيء..

والحقيقة لا أدري ما السبب الحقيقي لهذا الخجل؟ مع العلم أن أبي كان يضربني وأنا صغير وحتى أمام الناس، وأغلب إخواني فيهم خجل، وكان أبي يضربهم ولكن أنا أكثر خجلاً منهم، بالإضافة إلى أنني ضعيفٌ جداً وقصير، يعني شكلي لا يناسب عمري أبداً.

على العموم أريد حلاً جذرياً وفعالاً، لقد قرأت الكثير من المواضيع حول الخجل في الإنترنت وبعض مقالاتكم المفيدة جزاكم الله خيراً، ولكن لا أريد كلام روتيني، فأنا أعرف أنكم ستنصحونني كما نصحتم غيري، وهذا أعتقد أنه لا يفيد؛ لأن طريقة علاج الخجل سلوكياً صعبة للغاية، وقد حاولت أغير من طبعي وأسلوبي لكن لم أنجح، أريد علاجاً أو دواء للخجل عبارة عن حبوب أو سائل بحيث أتناوله وأشعر بالراحة والشجاعة وأبتعد عن الارتباك والخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على هذا السؤال، ومن الواضح أنك ملم إلمام كامل بهذه العلة.

النصيحة الأولى: لا تزال تمارين اكتساب المهارات الاجتماعية تعتبر هي خطة العلاج الأولى، وبما أنك مطلع على هذا الأمر أرجو أن تزيد من اطلاعاتك في هذا السياق (توجد كتب في هذا المعنى) بشرط أن تزيد من قناعاتك أن هذه الوسيلة العلاجية مفيدة،

شيء آخر: وجد أيضاً مفيد وهو ممارسة الرياضة الجماعية فهي تحسن من المهارات الشخصية بصورة لا شعورية.

الشيء الثالث: أرجو أن لا نجد التبرير فيما وجدته من معاملة قاسية من ناحية الأب، فهذه النظريات ركز عليها علماء النفس من التحليلين، وإن كنا لا ننكرها قاطبة إلا أن هنالك مبالغات فيما ذهب إليه هؤلاء الباحثين.

العلاج الدوائي لا شك أنه يساعد أيضاً خاصة في جانب القلق والرهاب والخوف الاجتماعي الذي كثيراً ما يصاحب الخجل.

من الأدوية التي كثيراً ما نصفها في مثل هذه الحالات دواء يعرف باسم زيروكسات وتبدأ بجرعة (10 مليجرام) نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم يمكن أن تزيد الجرعة بواقع عشرة مليجرام كل أسبوعين أيضاً حتى تصل إلى الجرعة العلاجية وهي (40 مليجرام) وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر.

يمكن بعد أن تخفض الدواء لحبة واحدة وتستمر عليه لمدة ستة أشهر أخرى بعدها تخفض إلى نصف حبة لمدة أسبوعين ثم يمكن أن توقف العلاج.

الدواء الآخر يعرف باسم سبرالكس Cipralex، وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، يمكن أن ترفع إلى (20 مليجرام) إذا لم يحدث تحسن، ولا مانع أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر أخرى ثم تخفضها إلى (10 مليجرام) لمدة ستة أشهر أيضاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً