الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يدخل المواقع المحرمة ويحادث الغانيات، ماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات وأقيم مع زوجي في سويسرا، مشكلتي هي أنني لم أجد في زوجي المواصفات التي أبحث عنها، وهذا سبب لي فقدان الاحترام له، وبالتالي استحالة العيش معه، فهو رغم تدينه لا يتوانى عن دخول المواقع المحرمة والحديث مع الغانيات، وقد نصحته أكثر من مرة، وكل مرة يعود إلى هذه الممارسات.

إضافةً إلى سوء خلقه مع الناس، وبطالته، وضعف ممارسته الجنسية، مما حال دون إنجابنا إلى يومنا هذا، لقد ضاقت حياتي معه، وأحس أنني لم أوفق في هذا الزواج، رغم أنه كان عن حب، وبعد طول فراق، ولكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة، وأفكر في طلب الطلاق، لكنني مترددة نظراً لإقامتي بعيداً عن أهلي، وخوفي من الضياع وسط زحام الغربة، فهل من نصيحة؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Safia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يثبتك على الحق، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يُصلح لك زوجك، وأن يرزقك الصبر والثبات، وأن يوفقك لاتخاذ أنسب القرارات.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أنه قلما نجد إنساناً خالياً من العيوب، وتلك طبيعة البشر، فلا توجد امرأة بلا عيوب، ولا يوجد رجل كذلك بلا عيوب، وعلينا جميعاً أن نقبل بعضنا بعضا على ما نحن عليه، ما دامت الأمور لم تصل إلى حد الكراهية والنفور، وأن نجتهد معاً في تغيير أنفسنا، ومساعدة الطرف الآخر كذلك على تغيير نفسه، وهذا هو أسلم الحلول وأكثرها مناسبةً لواقع التغير، فلابد من مراعاة ذلك مع كل من نتعامل معهم؛ لأنه يصعب أن يغير الناس سلوكهم وعاداتهم لإرضاء غيرهم، بل هم أيضاً يرغبون في أن يوافقهم الناس فيما هم عليه.

ولذلك أقول لك: إذا كانت هذه التصرفات الواردة برسالتك يستحيل تغيرها فأرى أن تفكري في الانفصال، عسى الله أن يرزقك زوجاً صالحاً مناسباً يعوضك عما فقدتيه طيلة هذه الفترة، وإن كنت أنا شخصياً أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل في تغيير أنماط السلوك إذا صدقت النوايا، وأرى أن تحاولي مرات ومرات، ولا تتخذي قرار الانفصال إلا إذا وصلتِ إلى طريق مسدود، وأكثري من الدعاء بالهداية والصلاح.

وأما موضوع الضعف الجنسي، فهذا أمرٌ يسهل علاجه، فإذا كان ذلك غير ممكن فلا تضيعي وقتك، وعليك بالتفكير بالعودة إلى بلدك الأصلي حرصاً على دينك وعقيدتك، حيث لا تجوز الإقامة في بلاد الكفر دون ضرورة شرعية، وأسأل الله أن يرزقك زوجاً آخر يعينك على أمر دينك ودنياك، وعليك بالإكثار من الدعاء والإلحاح على الله، وعلى قدر نيتك وإخلاصك سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والثبات على الحق.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً