الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانغماس في أحلام اليقظة

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب أن أكون دائماً قياديا وبارزا في معظم الأمور، وأحياناً كثيرة أحب أن أكون وحدي لأتحدث مع نفسي وأتخيل أني رئيس أو زعيم أو محام لامع! حيث إني أحب أن أقول لكم أني طالب في السنة الرابعة في كلية الحقوق وأوصف بأني زعيم الكلية بلا منازع كما يقال!

ولكني لا أحب الدراسة مع أني بحاجتها حيث إني ومن فترة لا أدرس، أبدأ بالحديث إلى نفسي وأنسجم بذلك فوراً، وأخاف من أنني لا أستطيع تحقيق ما أصبو إليه؛ لذلك فقد توجهت إليكم على أمل أن تعملوا على مساعدتي، وأحب أن أضيف بأنني أخاف أن أكون مريضا نفسيا، حتى إني أموت غيظا حينما ينعتني أحد بالمجنون! فأتمنى أن تعملوا على مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبيدة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك.

مما سردته في رسالتك نستطيع أن نقول إن ما بك هي ظاهرة نفسية يصفها البعض بالانغماس في أحلام اليقظة المفرطة، ومثل هذه الظواهر توجد لدى بعض الشباب، وفي مراحل اليفاعة، حيث التكوين النفسي والوجداني يكون في قمته.

لا أعتقد أنك مصابٌ بأي نوع من جنون العظمة، وليس لأحد الحق أن ينعتك أو يصفك بالجنون، فأنت إنسانٌ وبفضل الله مستبصر ومرتبط بالواقع، وهي الفوارق الرئيسية ما بين السوية والجنون.

أنصحك أن لا تجلس لوحدك لأوقاتٍ طويلة، بل حاول أن تندمج مع الآخرين، كما أرجو أن تكوّن فكرة مضادة لكل فكرة خيالية أو بعيدة المنال، وتكرّر الفكرة المضادة عدة مرات، وتُخاطب نفسك أيضاً وبتكرار: أنا والحمد لله إنسانٌ واقعي، أنا لست خياليا... وهكذا .

هذه التمارين البسيطة لها دلائلها العلمية، وهي مُفيدةٌ جداً لمن يلتزم بممارستها وتكرارها، حيث أن الهدف هو إعادة صياغة التفكير من خيالي إلى واقعي .

أكرر لك مرةً أخرى بأنك والحمد لله لست بمجنون، إنما أنت كامل الوعي والشعور والوجدان.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً