الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الخاطب بمرض الفتاة الذي شُفيت منه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شابة أبلغ من العمر 22 سنة، لدي سؤال مهم جداً، يحيرني ولا أجد له إجابة.

كنت أدرس ولكن بسبب الدراسة والسهر عليها، جاءني انهيار عصبي وأنا -ولله الحمد- أتعالج منه، والحمد لله قد شفيت، ولكن لا زلت أشرب الدواء.

كلما تقدم لي شاب لخطبتي وصارحناه بالموضوع كي نكون صرحاء معه يسكت ولا يجيب! وفي آخر المطاف لا يرجع نهائياً! لا أعرف لماذا؟ هل هذا المرض مخيف جداً لهذه الدرجة؟ أحس أنني مظلومة! أحس بأن في شيء غير طبيعي ليس مثل الفتيات الأخريات!

في الحقيقة يتعبني هذا الأمر ولا أجد له حلاً رغم أن الأمر بيد الخالق، فماذا أفعل؟ يحيرني هذا السؤال! لماذا المجتمع هكذا لا يفهمني؟

الإجابــة

بسم الله الرحن الرحيم.
الأخت الفاضلة Camily
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس من الصواب ولا من المصلحة تهويل ما حصل لك، وقد شفيت منه، بحمد الله وفضله، وسوف يأتيك ما قدره الله، وقد أحسنت فإن الأمر بيد الله، فكوني مع الله، ولن يضيعك الله.

نحن ننصحك بالالتزام بوصايا الأطباء، والبعد عن السهر والتعب والتوتر، وإذا كانت حالتك الصحية الآن جيدة، فلست مطالبة بعرض تاريخك على كل خاطب، خاصة إذا علمنا أن كل شاب يختار بعد الرؤية والمشاورة والاستخارة، لكن حديثك عن ماضيك وكلامك الكثير عن مرضك قد يدفع بعضهم للتردد، خاصة إذا كان الكلام بطريق تدل على الارتباك، ولا تخبري كل خاطب بأن الذين قبله قد هربوا، فإن ذلك يدفعه للهرب.

أرجو أن تفكري في الأسباب، فربما كان الاستقبال غير جيد من قبل أسرتك للخطاب، وربما كانت طريقتك في الكلام أو غيرها، وإذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علينا إصلاح الخلل والعطب.

لا أظن أن هناك داع للانزعاج، وسيأتيك ما قدره لك الله في الوقت الذي أراده سبحانه، فأظهري للناس ما عندك من دين وخير، وحافظي على وقارك وحشمتك، ولا تكثري من الحديث عن الذي حصل لك من المرض، وحبذا لو التزم أفراد الأسرة أيضاً بذلك، وتمكنتم جميعاً من طي تلك الصفحات، واستقبال الحياة بروح جديدة وأمل في الله المجيد.

أرجو أن تعمري قلبك بالإيمان وبالرضا بما قدره العظيم الرحمن، واعلمي أنه ليس في المرض عيب، ولكن العيب في الجزع وعدم الرضا بالقضاء والقدر، والتشكي للناس، والذي يشكو ما به للناس فكأنما يشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم، وكل إنسان له مشاكله وأزماته الخاصة، ولكن الفرق في طريقة التعامل مع تلك الأزمات والمشاكل، والفلاح لمن يتقى ويصبر، وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد

وأكثري من اللجوء إلى الله، فإن الخير بيده، وعودي نفسك على كثرة الذكر والتلاوة والاستغفار والإنابة.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم ترضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً