الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن تلاحظ على خطيبها بعض السلبيات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة مسلمة ملتزمة بديني ولله الحمد، موظفة وأعيل عائلتي المكونة من أمي واثنين من إخوتي، تقدم لي شاب أحسبه على خلق ودين في نفس عمري، موظف مثلي ويقطن بنفس مدينتي، تم التعارف في بيت أهلي وقد ناقشنا عدة مواضيع، ولي بعض الملاحظات أود استشارتكم حولها:

1- أثناء حديثه لاحظت استعماله الكثير لكلمة (البدعة)، فكثير من الأشياء يصفها بالبدعة، وهذا أشعرني بالخوف، فأنا أرى أن الإسلام دين بسيط ورائع لوسطيته واعتداله، وأنه لا ينبغي أن نتسرع في الحكم على الأشياء ما دامت لا تتصادم مع الشرع والسنة ومع روح الإسلام.

2- أخبرني برغبته في السكن مع أهله بعد الزواج، علماً أن والديه يشتغلان ولديه اثنان من الإخوة واحد منهما متزوج ويقطن معهما، وأنا أرغب في أن أستقل ببيتي ما دمنا نحن الاثنان نعمل وبإمكاننا أن نتعاون ونوفر بيتاً ولو عن طريق الكراء.

3- شعرت أنه نوعاً ما يتصف بالبخل، فهو كثيراً ما يكرر أن ليس لديه المال الكثير وأنه علي أن أتحمل معه الكثير، وأنا مع فكرة التعاون مع الزوج لكن في حدود طاقتي لأنني أعيل عائلتي، وأتقاضى راتباً أكثر منه بقليل، فهل يمكن أن يسبب هذا مشكلة؟

4- لاحظت أنه لا يحترم الوقت، فكلما حدد له أخي موعداً يتأخر دائماً مما جعلني أشعر أنه لا يعطي الموضوع ما يستحق من الاهتمام.

أنا حائرة ومترددة، فأرجو إفادتي، ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى عبد الرحيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنك الأعرف بما فيه من الإيجابيات، فتوجهي لرب الأرض والسموات، واعلمي أن المسلمة تستخير ربها وتستشير من حضرها من محارمها، ولن تندم من تستشير وتستخير وتتوكل على ربها القدير.

ونحن ننصحك بالنظر في الموضوع بطريقة شاملة وتأمل العواقب المترتبة على الرفض أو التردد، وأنت كذلك أعرف الناس بالفرص المتاحة أمامك والبدائل، ونحن نعتبرك بمنزلة البنت الفاضلة والأخت الكريمة ولذلك فنحن ننصحك بما يلي:-

1- كثرة اللجوء إلى الله.

2- توسيع دائرة السؤال عن الرجل وأخلاقه وعلاقاته وقدرته على تحمل المسئولية.

3- الواقعية في طلب الصفات، فإنك لن تجدي رجل بلا عيوب كما أنه لن يجد امرأة خالية من النقص.

4- إظهار المشاعر الجيدة تجاه أهله وأسرته حتى يحرص على معاملة أهلك بالطريقة المثلى.

5- الاهتمام بالأشياء الأساسية وعدم الوقوف عند الأمور الصغيرة.

أما بالنسبة لملاحظاتك فنحن نقول:-

أ) لا أظن أن هناك مصلحة في الإصرار على شيء لم يرد عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن الإسلام دين سهل وواضح كما ذكرت، وكنا نتمنى لو ذكرت لنا نموذجا للبدع التي يرفضها.

ب) الأصل أن يسكن الشاب مع زوجته وحدهما، ولكن إذا كانت أسرته بحاجة إليه فنحن ننصح الزوجة بعدم الوقوف في وجهه شريطة أن يحافظ على خصوصياتها وأن يكون المنزل موافق للشرع، ولن تستفيد أي امرأة من رجل يقصر في رعاية والديه، ونتمنى أن لا يشعر بأنك لا تحبي أهله فللشيطان مداخل.

ج) الإنفاق على الأسرة من واجبات الزوج ومشاركة المرأة لون من حسن عشرتها لزوجها، وليس في زيادة راتب الزوجة على راتب الزوج مشكلة إذا فهمنا أن هذه الأمور أرزاق يقدرها الرزاق ولم نجعل كثرة المال للتفاخر والتكاثر.

د) لا شك أن عدم احترام الوقت أمر مشكلٌ، ولكن علاجه ليس بالصعب، ولست أدري هل يعتذر عندما يتأخر أم لا؟ وهل هناك أسباب لتأخره كصعوبة المواصلات مثلاً.

وهذه وصيتي لك لكما جميعاً بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً