الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام اليقظة والتفاعل الجسمي معها

السؤال

السلام عليكم.

منذ سن البلوغ تقريباً ولمدة عشر سنوات، عندما أكون وحيدة أتوهم أشياء ستحصل لي في المستقبل، وأتفاعل معها وأتكلم مع نفسي، فأضحك عندما يكون الموقف الذي أتوهمه مضحكاً، أو أبكي عندما أتوهم موقفاً محزناً وهكذا.. ولكن مع أشخاص معينين، وعندما تحصل لي هذه الحالة لا أستطيع التوقف، أحياناً لمدة ساعة أو أكثر، مما أثر على دراستي، فأصبحت أفكر بالذي سيحصل لي في المستقبل، ولا أفكر بالحاضر.

تعبت من هذه الأفكار التي تأخذ وقتي، حتى بعد الزواج استمرت معي هذه الحالة، إذا رآني أحد سيعتقد أنني مجنونة، لاحظت أن أختي الصغرى أحياناً مثلي.

فهل سبب هذا الوهم المرضي؟ هل هو وراثي أم هو التباس من الجن أم مرض عقلي؟

الرجاء إعطائي أسماء أدوية وحبوب لتساعدني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Tasneem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلا أعتقد أبداً أن الذي يحدث لك هو نوع من المرض العقلي أو شيء من الجن والله أعلم، أعتقد أن الأمر بدأ معك بنوع من التفكير الذي يحدث في مراحل اليفاعة، ويكون هذا التفكير قائماً على ما يسمى بأحلام اليقظة، وهي أن يسترسل الإنسان في مواضيع مستقبلية، ويدخل في نوع من التفاصيل الغير ضرورية، ويبني فكرة على فكرة، ويشغله هذا النوع من الفكر، حتى ينتهي به إلى شيء من القلق.

أحلام اليقظة بدرجة معقولة لا بأس بها، لأنها تعتبر محركاً للإنسان ووسيلة لزيادة فعاليته واندفاعه نحو المستقبل، بصورة تساعده على النجاح وأن يكون مثابراً، ولكن حين تزيد عن الحد تتحول إلى قلق نفسي وتأخذ الطابع الوسواسي القهري، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، وربما يكون نفس هذا الأمر ينطبق على أختك الصغرى.

العلاج لمثل هذه الحالة هو السعي لتجاهل هذا الوضع الذي أنت فيه، وما دمت أنت مستبصرة ومدركة لهذا الأمر فيجب أن تغيري موضعك حين تتسلط عليك هذه الأفكار، وبتغيير المكان، أو بتغيير الوضع الذي أنت عليه، فإذا كنت جالسة فقومي، وإذا كنت واقفة فاجلسي، وإذا كنت غير منهمكة في نشاط منزلي مثلاً فعليك بأن تقومي بفعل عمل أو نشاط ما، وهكذا.

الإنسان حين ينقل نفسه لنشاط جديد مهما كان مستوى تفكيره وانشغاله بأمر معين فكل طاقاته النفسية سوف تتحول إلى النشاط الجديد الذي بدأه، هذه الطريقة بسيطة أيتها الفاضلة الكريمة، وإن شاء الله تفيدك.

عليك أيضاً أن تنظمي وقتك بصورة صحيحة، فالفراغ كثيراً ما يقود الإنسان إلى مثل هذه الأفكار الوسواسية التي منشأها ومردها هو أحلام اليقظة.

أرجو أن تكوني أكثر حرصاً في صلواتك وتلاوة القرآن والدعاء والذكر والاستغفار، ولا تنسي أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية.

أخيراً يوجد علاج دوائي طيب وممتاز وسليم إن شاء الله تعالى، الدواء يستعمل لعلاج حالات القلق والوساوس، وأنت محتاجة لجرعة صغيرة، ولست في حاجة لجرعات كبيرة، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم جدّا.

الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أرجو أن تحصلي عليه، وفي معظم الدول لا يتطلب وصفة طبية للحصول عليه، ابدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، تناوليه بعد تناول الأكل، وبعد شهر ارفعي هذه الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى ستجدين فائدة كبيرة من هذا الدواء، وعليك بتطبيق الإرشادات التي ذكرناها وتناول الدواء بانتظام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً