الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج شد العضلات وقضم الأظافر لدى الأطفال

السؤال

ابنتي ستكمل السنتين من عمرها بعد شهر، المشكلة أنها منذ الشهر الرابع من عمرها لاحظت فيها ظاهرة غريبة، وهي أنها تقوم بمسك يديها بإحكام، وتمدهما نحو الأمام، وتشدهما بقوة شديدة وهما ممتدتان، وترفع رجليها نحو الأمام واضعةً رجلاً على أخرى، وتمدهما نحو الأمام وتشدهما بقوة حتى تتقلص عضلاتها، ويحمر وجهها، ويتعرق جبينها ورأسها وكامل جسمها، ونسمع تنهداتها أو أنينها، وتستمر هكذا لمدة، ولا تتوقف حتى أقوم أنا بتوقيفها، وقد استمرت هكذا مدة شهور تفعل هذه الحركة في مختلف الأوقات حتى أوقات لعبها أو قبل نومها.

نسيت ذلك لما بدأت بالمشي في الشهر الـ11، وتوقفت عن فعل ذلك لمدةٍ قصيرة، ثم عادت لتعاود الكرة لمدة أطول، ثم توقفت عن ذلك مدة ثلاثة أشهر، وهاهي هذه الأيام تعاود الكرة بشدة، وبطريقة أقوى من السابق، فهي لا تتوقف بالرغم من محاولاتي المتكررة منعها أنا ومن معي بالبيت، وقد تمسك بأبيها وتشده بقوة، وتبدأ بعصر نفسها، والشد على يديها ورجليها، أو تتمدد على السرير وتقوم بمسكه، أو تمسك بالوسادة، تفعل ذلك مرات عديدة دون توقف، وقد أصبحت الآن تفعل ذلك وهي ترضع، مع العلم أنها طفلة مرحة وحيوية، ولا تحب اللعب بمفردها، وتحب حريتها والتصرف كما تشاء، وتصر دائماً على رغباتها، وتعاند في بعض الأحيان، ولا أقوم بتدليلها، وأحاول أن لا أكون متسلطة معها، فهل هذه الحالة مرضية أم لا؟ وهل هناك علاج لمشكلتها أم لا؟

أفيدوني من فضلكم، فأنا قلقة عليها كثيراً، مع العلم أنها كانت سابقاً تمص أصبعها، وتركت هذه العادة في الشهر الثامن من عمرها، وهي الآن تقضم ظفرها؛ لأنها تقلدني في ذلك، فكيف أمنعها من قضم ظفرها؟ ساعدوني من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كوثر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك عدة احتمالات لتفسير حالة هذه الطفلة، خاصةً فيما يخص الشد العضلي وتغير لون الوجه، وهذه ربما تكون حالة فسيولوجية طبيعية جداً، فبعض الأطفال يقوم بمسك النفَس عنده، وهذا يكون مصحوباً بهذا الشد العضلي، وهذه الحالة يعرف عنها أنها تختفي مع العمر، وهنالك -أيتها الفاضلة الكريمة- احتمال آخر، وهذا الاحتمال ضعيف وضعيف جداً، وأرجو أن لا يزعجك هذا الأمر أبداً، وهو أن بعض الأطفال ربما يكون لديهم نشاط وزيادة في كهرباء الدماغ، وهذه الحالات تعتبر من الحالات البسيطة، ولكن يجب أن لا تهمل، وهذه الحالة تشخص من خلال المشاهدة بواسطة الطبيب، وكذلك إجراء تخطيط للدماغ.

الذي أود أن أنصحك به هو أن تقومي بتصوير الطفلة بكاميرا الجوال مثلاً حينما تكون في هذه الوضع (الانشداد العضلي) وتعرضي الصورة على طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال؛ فهذا سوف يعطي الطبيب فكرة نسميها بالملاحظة السريرة والملاحظة الإكلينيكية، ولا مانع أن تذكري للطبيب أننا قد نصحنا بعرض الطفلة عليه، وكذلك تصوير الطفلة ليقوم الطبيب بمشاهدة الوضع الذي تكون عليه الطفلة، وإذا رأى الطبيب أن هنالك احتمالاً بأن يكون لدى الطفلة اضطراب في كهرباء الدماغ فسوف يقوم -إن شاء الله- بإجراء تخطيط للمخ، وهو أمر بسيط جداً، والعلاج متيسر وسهل، وإذا تتطلب الأمر سوف يقوم الطبيب بإعطائكم الدواء إذا لاحظ أن هنالك أي نوع من زيادة في كهرباء الدماغ.

أيتها الفاضلة من الناحية التشخيصية، لا أميل لما ذكرته كثيراً، ولا أعتقد أن الطفلة مصابة به، فهو احتمال ضعيف، ولكن حرصاً منا على إعطاء النصيحة الطبية الصحيحة وإسداء النصح، وتقديم عمل ذي جودة، نصحتك بالقيام بهذا الفحص ومقابلة الطبيب.

أما فيما يخص السمات العصابية، وهي مص الأصبع، وقضم الأظافر، فهذه حالات وأعراض يمر بها الكثير من الأطفال، وهي تنتهي تلقائياً، وأنت ذكرت أن الطفلة تقوم بقضم أظافرها لأنها تقلدك، إذن -أيتها الفاضلة الكريم- الداء معروف، وكذا الدواء أيضاً، وهو أن تتوقفي أنت عن قضم أظافرك، وأن تسحبي يدها من فمها حين تبدأ في قضم أظافرها، فاسحبي يدها بلطف، وأعطيها شيئاً آخر يشغلها، مثل لعبة جميلة أو غيرها، وسوف تجدين تلقائياً أن هذه العادة قد اختفت تماماً.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أعتقد أن طفلتك طفلة عادية، ولا أعتقد أن هنالك إشكالاً حقيقياً فيما يخص السمات العصابية، مثل إصرارها على تحقيق رغباتها، والعناد، فهذه أمور بسيطة، ونشاهدها كثيراً في هذه المرحلة، فقط اعط ابنتك فرصة للعب، والعلاج عن طريق اللعب هو من أفضل الوسائل التي تريح الطفل نفسياً، وتجعله يحس بالأمان، فالطفل المعاند هو طفل غالباً لا يحس بالأمان، وعليك أيضاً بالتجاهل حين ترين أن الطفلة معاندة في أمر معين، أو مصرة على شيء معين، فالتجاهل هو من أفضل الوسائل التي تعدل من السلوك.

نسأل الله تعالى أن يحفظها ويجعلها قرة عين لكم، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية شروق

    نفس اعراض بنتي عمرها خمس سنوات وماادري شنو بالضبط ربي يشفيهم ويحفظهم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً