الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج ولا أستطيع لعدم توفر المال، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

نشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الجميل، ونسأل الله لنا ولكم السداد، وأن يكتب أجركم، وأن تعم الفائدة للجميع.

أبلغ من العمر 23 سنة، أعمل في شركة وراتبي 2500 ريالاً شهرياً، و-الحمد لله- الوضع العائلي مستقر إلى حد ما، وأعيش مع والدي ووالدتي في منزل واسع، وأنا أكبر إخوتي، أمتلك شقة كبيرة في عمارة لجدي قريبة من بيت أهلي -والحمد لله-، وأمتلك سيارة متواضعة.

أنا في أمس الحاجة إلى الزواج والاستقرار، وحاجتي له ماسة جداً لاسيما مع ظهور الفتن، ومنذ سنة ونصف وأنا أحاول جاهداً أن أقنع والدي في موضوع زواجي، إلا أنهم رافضون بسبب الراتب البسيط.

في اليومين السابقين بعد إلحاح شديد مني وافقوا على البحث عن الفتاة المناسبة، ونحن عائلة محافظة، وأنا الآن لا أملك سوى مصروفي الشخصي، وقد قال لي أحد أعمامي: عندما تجد بنت الحلال تقدم لها، وفي حال الموافقة منها، سأقرضك المهر، وسأساعدك في تأثيث شقتك، وعليك فقط مصاريف زواجك من راتبك.

وعمي يلح علي في موضوع الزواج، ويقول: سوف يسوق الله لك الرزق من حيث لا تحتسب، أود من خلال خبراتكم واطلاعاتكم أن توجهوني وتنصحوني، هل أتقدم أم لا ؟ مع العلم أن هناك أناساً يريدون الستر لبناتهم ولن يكلفوا على أحد، فما توجيهكم؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن ييسر أمورك وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ولا شك أن ما قررته من المسارعة بالزواج لتحصين نفسك والعفاف من الحرام، أمر في غاية الصحة والصواب.

وكن على ثقة -أيها الحبيب- بأن الله سبحانه وتعالى سيتولى عونك وسييسر لك الأمر ما دمت ترجو بالزواج إعفاف نفسك عن الحرام، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم، ومنهم: الناكح يريد العفاف)، والله سبحانه وتعالى قال: {وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، فأحسن ظنك بالله سبحانه وتعالى، وخذ بأسباب الرزق ولا تكسل وسييسر الله سبحانه وتعالى لك الرزق بمشيئته.

وقد أحسنت في إلحاحك الشديد على الوالدين للموافقة حتى يكونا في الصورة ويساعداك على القيام بالبحث عن الفتاة المناسبة، وذكرت أن عمك سوف يقرضك بما تستعين به على الزواج، وسيساعدك في تأثيث شقتك، فهو محسن إليك به، ونسأل الله تعالى أن يتولى جزاءه أحسن الجزء.

وأنت ما دمت تنوي السداد -إن شاء الله- فخذ هذا القرض وتزوج، فإذا تمكنت من أداء هذا الدين فإن الله عز وجل سييسر لك هذا -بإذنه تعالى ومشيئته-، وإن لم تقدر فإن الله عز وجل سيؤدي عنك هذا الدين في الآخرة؛ ما دمت تأخذ وتنوي قضاء هذا الدين، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال في الحديث وهو يتكلم عن من يأخذ أموال الناس يريد أداءها، ويفرق بينهما وبين من يأخذ أموال الناس ويريد إتلافها -كما في صحيح البخاري- : (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)، وهذا فيه بشارة عظيمة من النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن من أخذ المال وهو يريد قضاءه، فإن الله عز وجل يعينه في سداد هذا الدين، فإذا لم يستطع قضاء هذا الدين كما قلت قبل ذلك، فإن الله عز وجل يؤدي عنه يوم القيامة، وأنت بلا شك -أيها الحبيب- تستدين لأمر مشروع تعف نفسك عن الوقوع في معصية الله، فنسأل الله تعالى أن يتولى عونك وأن يغنيك بفضله.

ونحن ننصحك -أيها الحبيب- بأن تبادر وتسارع بالزواج، وتتخير من الأسر البسيطة في معيشتها المناسبة لك في طبقتك، بحيث تكون المرأة قادرة على الصبر على ما تعانيه أنت من قلة ذات اليد، وستجد -بإذن الله تعالى- من هذا النوع الكثيرات.

أسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً