الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالاختناق والتوتر عند التواجد في الأماكن المغلقة

السؤال

أنا شاب فلسطيني، أكملت دراستي الجامعية، متواضع وقلبي كله خير وأمل، مؤمن بالله، وإيماني قوي إن شاء الله، علاقاتي جيدة، وعندي أصدقاء، لكنني أعاني من مشكلة تزعجني باستمرار، وتشعرني باليأس والإحباط، رغم إصراري على تخطيها دون جدوى، وتتلخص في التالي:

1- فقدان التعزيز الإيجابي في حياتي، نتيجة الفشل بعد الفشل الذي يواجهني في حياتي.

2- حتى اللحظة لم أعمل شيئاً في حياتي أعتبره إنجازاً يشعرني بالثقة.

3- أشعر بنفسية متحطمة ومهزومة طيلة الوقت.

مشكلتي الأكبر هي عندما أجلس مع أي أحد غريب في مكانٍ مغلق سريعاً ما أتوتر، وأشعر بخنقة وأبدأ أتصبب عرقاً، مما يسبب لي إحراجاً كبيراً جداً أمام الجالسين، ويفقدني الثقة والأمان، ويشعرني باليأس والإحباط، رغم إيماني المطلق بأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة عند الله، وأننا جميعاً بشر.

أنا مقدم على مشروع خطوبة، وأخاف جداً من هذه المشكلة أن تسبب لي مشاكل مع خطيبتي، فأرجو مساعدتي في علاج هذه المشكلة، وأن تصفوا لي الدواء الطبي المناسب والفعال، بحيث يُساعدني على الجلوس بدون هذا التوتر والقلق النفسي وتصبب العرق، حتى أحصل على بعض التعزيز الإيجابي الذي قد يدفعني بقوة للأمام.

أريد علاجاً فعالاً وسريعاً يهدئ من أعصابي ويحفظ توتري وتصبب عرقي لحظة وجودي في هذا الموقف، وأنا واثق جداً من نفسي أنني إذا حصلت على تعزيز إيجابي لفترة سأنطلق بعد ذلك بقوة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشكلتك الأساسية الشعور بالتوتر والضيق الذي يأتيك حين تكون في مكان مغلق، خاصة مع وجود أشخاص آخرين، وهذا الشعور هو نوع من المخاوف، والتي نسميها بمخاوف الأماكن المغلقة، وربما يكون هنالك جانب رهاب اجتماعي بسيط؛ لأن هذا التفاعل يحدث لك أمام الآخرين، وهذه علة بسيطة، وهي تعتبر من حالات القلق النفسي وليست أكثر من ذلك، وأنا أتفق معك تماماً أن هذه الحالة حين تصيب الإنسان تجعله يصاب بالكدر وشيء من الإحباط، ولكن أرجو أن تتأكد أيها الفاضل الكريم أنها حالة بسيطة جداً.

أنت تود أن تعرف العلاج الدوائي، وأقول لك أنه بفضل الله تعالى توجد علاجات دوائية جيدة وممتازة لهذه الحالة، وبعد أن أصف لك الدواء إن شاء الله سوف أوجه لك نصائح أخرى.

بالنسبة للدواء، هنالك عقار يعرف علمياً باسم سيرترالين (Sertraline) واسمه التجاري هو زولفت ولسترال، وقد تكون لديه مسميات تجارية أخرى في فلسطين المحتلة، فأرجو أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي، وتناول السيرترالين بجرعة حبة واحدة 50 مليجرام تناولها ليلاً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تناولها بمعدل حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هنالك دواء آخر إضافي يُعرف باسم فلوناكسول (Flunaxol) واسمه العلمي فلوبنتكسول (Flupenthixol) وهذا الدواء يُساعد في إزالة القلق وتنشيط فعالية الزولفت، تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.. وهذه -أخي الكريم- أدوية فاعلة وممتازة، وسوف تجد منها خيراً كثيراً بإذن الله تعالى.

أما النصائح الأخرى التي أوجهها لك:

أولاً: أن تحقر فكرة الخوف، وقد أسعدني كثيراً قولك أننا جميعاً بشر، إذن لماذا أقلق؟ ولماذا أخاف؟ فهذا شعور جيد سوف يساعدك -إن شاء الله- في تخطي هذه الحالة.

ثانياً عليك بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تتاح لك.

ثالثاً: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء مفيدة جداً، ولها عدة أنواع، أبسطها تمارين الاسترخاء الخاصة بالتنفس، ولتطبيق هذه التمارين أولاً خذها بجدية وتركيز، واجلس في مكان هادئ، وأغمض عينك، ثم افتح فمك قليلاً، وضع يديك على ركبتيك، وفكر في حدث سعيد، وبعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء، ثم بعد أخرج الهواء من صدرك عن طريق الفم، وأخرجه بكل قوة وبطء، وكرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، واستمر عليه لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وبعد ذلك طبقه عند اللزوم.

رابعاً : أريدك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وحاول دائماً أن تشارك الناس في مشاركاتهم، وكن في الصف الأول في صلاة الجماعة، وحين تتحدث إلى الناس انظر إليهم في وجوههم؛ فهذا يحسن كثيراً من مهارات التواصل، ويزيل هذه المخاوف.

ختاماً أخي الكريم: أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن تتم الخطوبة والزواج على خير، وأؤكد لك أن علتك من العلل البسيطة، ولا تعتبر أبداً نوعاً من الإعاقة، وأضيف لك أن إفراز العرق هو تغير فسيولوجي وليس أكثر من ذلك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • وجدان طهري

    انني أعاني من نفس هذه الحالة. ولكن بدرجة أكبر. والله انه لأمر صعب. يسبب لي دائما الإحراج. وفي كل مرة يأزم نفسيتي.و الحمد لله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً