الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يعاني من التأتأة في الكلام، فما العلاج؟

السؤال

ابني يعاني من تأتأة في الكلام، فهو عندما يبدأ التحدث يقوم بأخذ نفس أكثر من مرة وراء بعض، وأجده يحرك فمه كأنه يأكل شيئا أو يمضغ شيئا، كل هذا قبل أن ينطق بأي حرف، وبعد ذلك يتكلم، وهو يعاني أثناء الكلام من تأتأة لكن بسيطة، فمشكلته الأساسية خروج أول الجملة يجد أنها محبوسة في داخله، وللعلم فهو أكبر إخوته وباقي إخوته طبيعيون، فمشكلته هذه تجعله في المدرسة لا يتكلم كثيراً، وهذا طبعا يؤثر على مشاركته في الفصل مع مدرسيه، وعلى تحصيله الدراسي، فماذا أفعل؟ لا أريد إعطاءه أي أدوية، وهل توجد تدريبات معينة أتبعها معه في المنزل؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأؤكد لك أن التأتأة ليست عيبًا وليست نقصًا في شخصية الإنسان؛ لذا ورد في القرآن الكريم أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قد سأل الله تعالى أن يحل العقدة التي في لسانه، فقال: {قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}، وقال: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا فأرسله معي ردءًا يُصدقني}.

والتأتأة تكثر بين الذكور وربما تجري في بعض الأسر أيضًا، والتأتأة مرتبطة بالقلق النفسي.

ما يحدث من حركة في الفم هي ناتجة من انشدادات عضلية تحدث نسبة لهذه التأتأة، وهي مرحلة من مراحل الاستعداد للانطلاق، وفي مثل هذه الحالة يزداد الأمر لا أقول سوءًا ولكن من شدة الانفعال والذي هو في الأصل ناتج من مراقبة الذات، الإنسان المتأتئ تجده دائمًا يراقب نفسه بشيء من الوسوسة هل سوف يُتأتئ أم لا، وهذه ترفع درجة القلق لديه، وتؤدي لمزيد من اللعثمة في الكلام؛ لذا ننصح المتأتئين بأن لا يراقبوا أنفسهم أثناء الكلام، وعليهم أيضًا أن يتفهوا أن الآخرين لا يقومون بمراقبتهم بالصورة التي يتصورونها.

من الضروري جدًّا التدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين جيدة ومفيدة جدًّا، وهنالك أشرطة وكتيبات موجودة في المكتبات تساعد في تطبيق تمارين الاسترخاء.

من الوسائل العلاجية الجيدة جدًّا هي تعلم تلاوة القرآن تلاوة صحيحة، وهذا يتطلب بالطبع الدراسة على شيخ لتعلم مخارج الحروف.

وسيلة أخرى مهمة جدًّا هي أن تعيّن الحروف التي يجد صعوبة في نطقها، وتُدخل هذه الحروف في كلمات وتدخل هذه الكلمات في جمل، وتحاول أن تكرر هذه الجمل عدة مرات، ولا مانع أن يسجلها أيضًا ثم بعد ذلك يستمع ما تم تسجيله، وتكرر هذا يوميًا، بالطبع يجب أن تغير الموضوعات من وقت لآخر، هذا يعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه.

هذه هي النصائح الأساسية، وحقيقة الأدوية لا ننكر دورها وفعاليتها في مثل (محمد) يعتبر التفرانيل الذي يعرف باسم (إمبرامين) هو الدواء الأمثل وجرعته هي عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

قد ذكرت أنك لا تريد إعطاء أدوية، ولكن نحن دائمًا نقول إن الأدوية جزء أساسي مكمل لعلاج التأتأة؛ لأنها تبعث على الطمأنينة وتزيل القلق، وجوهر المشكلة في التأتأة هو القلق.

البعض يستفيد أيضًا من مقابلة أخصائي التخاطب، فلا مانع إذا تم عرض ابننا (محمد) على أخصائي التخاطب.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية وطلاقة اللسان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نوره

    الله يشفيني

  • السعودية اميره

    الله يجزاه خيرالي بيدعي لي بالشفاء من التآتآه

  • سوريا samr

    هذا الكلام جميل وله فوائد كثيرة في تعلم بسرعة وطلاقة

  • العراق العراق ..البصرة

    شكرا دكتور..بس والله كرهت روحي وكرهت الحياة من هذه المشكلة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً