الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يقدرني ولا يشتري لي ما أحتاج إليه ولا يجلب لي الهدايا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تزوجت منذ ثلاث سنوات تقريبا, ولي طفلة عمرها سنة ونصف، مشكلتي باختصار هي أنني لا أشعر بتقدير من زوجي –إطلاقا- لما أقوم به في البيت من أعمال ومشقة, فهو يأتي من العمل يسأل عن الأكل, ولا يهمه مطلقا ما يراه من زينة وترتيب في البيت, ولا يهمه كذلك شكلي -إلا إذا كان يفكر في الجماع- فلا يعير كل ذلك اهتمامه, أريد أن أسمع كلمة تقدير أو إعجاب بما فعلته, لا أريدها كل مرة, لكن المرأة تحتاجها بين كل حين وآخر, أليس كذلك أم أنا متوهمة؟

مشكلتي الأخرى هي: أنني أحتاج إلى ملابس للزيارات, فأنا لم أشتر شيئا منذ زواجي, وقد ضاقت ملابسي فلم أعد أستطع لبسها, وبعضها صار مستهلكا, فطلبت منه الذهاب لشراء الملابس, ووافق وأخذني, والمهم أنني لم أجد ما يعجبني ويناسبني إلا قطعتان من الملابس, ولكننا خرجنا, وقد أنفقنا الكثير, فقد اشتريت لابنتي ملابس أيضا, وكذلك ملابس له, وبعدها بفترة طلبت منه الذهاب للمحل الفلاني فقد أعجبني كثيرا من الكتالوج فقال: على ماذا دفعنا 900 ريال من المحل الأول؟

وحقا أننا لم ندفع هذا المبلغ, فهو مبالغة بالطبع, وقال: نريد أن نكتب الأشياء التي نريد شراءها, والميزانية المجعولة لها, من أجل أن نشتري ما نحتاج إليه فقط, وليس كل ما رأينا شيئا أعجبنا به اشتريناه, قلت: أنا لا أشتري إلا ما أحتاج إليه، فعندما من كلامه قال لي: لابد أن تسمعي كل كلامي ولا تغضبي.

أرجوكم أرشدوني كيف أطلب منه ما أحتاج, وأنا أشعر أنه يمن علي بما أنفقه, والحقيقه أنه لم يكن لي, وهل هذه غلطتي أنني لا أعمل حتى أشتري ما أريد, وفي نفس الوقت يطالبني بلبس ملابس جميلة عند رجوعه للبيت, كيف لي وهي لا توجد عندي, ولا يريد شراءها لي.

وكذلك لي سؤال آخر منذ زواجنا لم يحضر لي هدية واحدة, وأعتقد أن أي امرأة تسعد بهدية - ولو بسيطة- من زوجها فهل هذا صحيح أم أنها مبالغة؟

ولكني قلت: سأكون أنا المبادِرة لعله يكون دافعا له في ذلك, فأحضرت له هدية قيمة في عيد الفطر ففرح بها كثيرا, وبصراحة قال: هذا واجب علي, وهديتي لك سأحضرها بعد صلاة العيد فأعطاني نقودا, وهذا ما حدث في العيد الثاني, مع أني أحيانا أذهب إلى السوق مع أمي فلا أعود إلا وقد اشتريت له شيئا, ولكني أنتظر المقابل فلا أجد، فهل أنا أبالغ في رغبتي في هدية من زوجي؟

أرجو إفادتي في هذه الأمور, وعذرا على الإطالة, وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أويس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكر الله لك أختي الكريمة على تواصلك مع موقعك إسلام ويب, والذي يسعده دوما الاستماع وتقديم النصائح لكل سائل، وكذلك شكر الله لك اهتمامك بصلاح بيتك والحفاظ على أسرتك، وعلى الصراحة التي تحدثت بها، وهذا يدل على أنك تريدين حقا الحفاظ على أسرتك .

أما سؤالك: فلا شك أن المرأة دائما تحب الثناء، وتحب أن يقدر لها زوجها ما جاهدت فيه, وتعبت من أجله وبذلت، وبعض النساء –وأظنك يا أختنا منهن- ترضيها الكلمة الطيبة الودودة، وبعض النساء ترى أن الزوج يتعب مثل ما تتعب هي أيضا, وأنها يجب أن تتفهم طبيعة زوجها سيما إذا كان كتوما، وتتعايش مع ذلك.

وأنا أتصور أختي المباركة أن المشكلة تكمن في ثلاثة أمور:
الأول: أنك تجتهدين وتبذلين وتتزينين لزوجك من أجل سماع الكلام الذي يرضيك وتسعدين به، فتظلين على أهبة الاستعداد لكلمة ربما تقال تذهب عنك عناء اليوم، فإذا لم تستمعي إلى تلك الكلمة ازداد العناء وتضاعف.

وحل هذه النقطة أن تفعلي ما يجب عليك دون انتظار ثناء، وأن تثقي في أن كل ما تفعليه أنت مأجورة عليه ابتداء من الله ولن يضيع.

الثاني: غياب الفصل بين الكتمان وعدم الاهتمام، فزوجك ليس مهتما بك بل على العكس أراه مهتما، وظهر ذلك في حديثك حين قلت حفظك الله " يطالبني بلبس ملابس جميلة عند رجوعه للبيت " وهذا يدل على الاهتمام، لكن يبدو أنه كتوم بعض الشيء.

وعلاج هذا الكتمان هو المبادرات المباشرة، انظري كيف تفاعل مع هديتك وسعد بذلك, وشعر بما يشبه الخجل حتى قال: "هذا واجب علي" فأتصور لو طبقت هذا الأسلوب على كل جوانب الحياة سيكون جيدا، خاصة ان تفعلي من غير أن تنتظري مقابلا، وأن تكون نيتك مرضاة الله، حتى يصيبك الأجر منه سبحانه .

الثالث: ترتيب الأمور ومصاريفها، وتنظيمها, وتحديد الأولويات في المصاريف ليس عيبا، بل ممدحة، فلا يعني قوله عن التنظيم أنه يمن عليك، ويبدو - يا أختي- أنك حساسة بعض الشيء,

وقديما قالوا: الكرامة بين المحبين مهدرة، ويعنون بذلك أن (الأنا) ينبغي ألا يكون لها ذكر في الحياة الزوجية، فكما قال الله :"هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" .

وفي الختام: أسأل الله أن يبارك في زوجك, وأن يحفظه, وأن يحفظك, وأن يديم السعادة بينكما, إنه ولي ذلك ومولاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً