الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرجع لزوجي أم أنفصل؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة مع زوجي، انفصلنا وطالبته بالخلع، هو زوج جيد، لكنه يسمع كلام أمه وأخته، ولا يسأل عن ابنه الذي عمره سنة ونصف.

منذ 3 شهور ونحن على هذه الحال، ومشكلته أنه كان يشرب الكحوليات، وقال أنه تركها قبل شهرين فهل يعتبر وقتاً كافياً؟ علماً أنه هو بخيل، و يعتقد أن كل شيء أقوم به يكون خاطئاً، وكذلك يعتقد عن أمي وأهلي أشياء خاطئة، أرجوك أفدني في مشكلتي، هل أنا على صواب أم هو؟

المشكلة أني اكتشفت أنني أحبه، فهل بمرور الوقت سنرجع لبعض؟ لا أعرف! أرجو النصيحة منك، وشكراً لاهتمامكم بمشاكل الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن ييسر أمرك وأن يصلح حالك، وأن ييسر لك الخير حيث كان، ونحن في إسلام ويب سعداء بتواصلك معنا، داعين الله جلت قدرته أن يحفظ أولادك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يهيئ لك الخير حيث كان.

بداية أختنا الكريمة: الحديث عن عودة الزوج من عدمه حديث عن الغيب، والغيب أمر لا يعلمه إلا الله، ولكن هنا ينبغي أن يكون الحديث عن أمرين :

الأول: الرضا بقضاء الله، وأن كل ما يقدره الله للإنسان هو الخير ، وأن السعادة الحقة في مرضاة الله تعالى ، هذا الرضا سيولد عندك الطمأنينة التي تستطيعين أن تواجهي بها الحياة وأنت راضية وواثقة أن الله لا يخذل عباده الصالحين.

الثاني: لو رغب الزوج في الرجوع ، هل الأصلح لك العودة أم لا؟ وطبعاً أنا أتحدث هنا عن رجل طلق زوجته طلقة واحدة أو طلقتين، أما أكثر من ذلك فهي محرمة عليه لا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، ثم تطلق منه ثم تعود إليه .

أقول: لو رغب أن يعود هل الرجوع هو الأفضل أم الابتعاد؟ وهنا يأتي جانب الموازنات ، هل حسناته أكثر من سيئاته أم العكس؟ بمعنى لو كان يشرب الخمر ويسكر ، فهذا أمر خطير، لن تأمني على نفسك ولا أولادك عند غياب عقله، والأولى ساعتها أن تنحى العاطفة وأن يُعمل العقل ، وليس عقلك أنت، بل ينبغي أن يشترك في الأمر الحكماء والعقلاء من قبيلتك .

ولا شك أن رجوعه فيه مصلحة لك ولولدك، ولكن كما ذكرنا يكون مع التحرز، واتخاذ السبل الكفيلة بعدم عودته للشراب مرة أخرى، ويمكن أن يجعل هذا شرطا لرجوعك إليه.

أما تعبيرك: بأنك اكتشفت حبك له! فهذا أكبر دليل على التفكر بالعواقب قبل اتخاذ قرارات مصيرية من قبيل الطلاق والخلع، وربما كان صبرك عليه، وسعيك في علاجه نفسيا وإيمانيا أفضل من الحالة الراهنة؛ لكن رغم ذلك فلا تيأسي، وعليك بالسعي في إصلاح بيتك، والتفكر لمستقبلك ومستقبل ولدك، ولا بأس من تقديم بعض التنازلات حتى تسير عجلة الحياة.

وفي الختام نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يثبتنا وإياك على الطاعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً