الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الأفضل لعلاج الرهاب السيبراكس أم البروزاك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه من العلم بكلّ أريحية.

أنا رجل في بداية الأربعينيات من العمر، مصاب بمرض الرهاب الاجتماعي منذ فترة طويلة، ومن خلال شبكتكم المباركة علمت أن دواء (سيبرالكس) فعال جداً في علاج هذا الداء، فاستخرت الله -عز وجل- ووضعت خطة علاجية وعرضتها هنا، وقد تفضّل بإقرارها الدكتور / عبد العليم -أثابه الله-، والخطة كما يلي:

- 5 ملجم يومياً لمدة أربعة أيام (جرعة تمهيدية).
- 10 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر (جرعة ابتدائية).
- 20 ملجم يومياً لمدة سنة كاملة (جرعة علاجية).
- 10 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر (جرعة وقائية).
- 05 ملجم يومياً لمدة أسبوعين (جرعة تمهيدية للتوقف).
- 05 ملجم يوم بعد يوم لمدة أسبوعين (جرعة التوقف).

وأنا الآن على وشك الدخول في الجرعة الوقائية، والحمد لله وجدت تحسناً كبيراً، ولكنني أخاف من عودة المرض بعد التوقف، وقد وجدت رأيين من خلال بحثي في الإنترنت:

الأول: الاستمرار على جرعة 10 ملجم مدى الحياة.
والثاني: التوقف النهائي مع البدء بتناول عقار (بروزاك) مدى الحياة.

فأرجو تكرمكم بإرشادي، وإذا كنتم ترون التغيير إلى (بروزاك) مدى الحياة فما هي الجرعة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً نشكرك كثيرًا على ثقتك في هذا الموقع وعلى ثقتك في شخصي الضعيف، ولا بد -يا أخي الكريم- أن أشكرك أيضًا على منهجك العلمي، وأعجبتني حقيقة خطتك المفصلة لتناول الدواء، وهذا دليل قاطع على أنه لديك الدافعية ولديك إرادة التحسن -بإذن الله تعالى-.

فيما يخص الجرعة الوقائية ومدتها في مثل حالتك: كما تفضلت وذكرتَ هنالك آراء متعددة حول هذا الموضوع، لكن الذي أُجمع حوله هو أن مدة العلاج فيما يخص الجرعة العلاجية والوقائية يجب أن لا تقل عن ستة أشهر، وهذه هي أقل مدة ممكنة، وإذا زاد الإنسان في هذه المدة ربما يكون أفضل، لكننا لا نقول أن يستمر الإنسان على هذه العلاجات مدى الحياة، فإن مثل هذا القول يُشعر بعض الناس بالسأم واليأس، ويجعلهم يعتقدون أنهم قد أدمنوا على هذه العلاجات، والحقيقة أن هذه الأدوية غير مسببة للإدمان.

فالذي أنصحك به هو أن تدعم الآليات العلاجية بالسلوكية غير الدوائية، والتي تقوم على منهج المواجهة، تحقير فكرة الرهاب، وتغيير نمط الحياة بصفة عامة، وأعتقد أنك تسير بفضل الله تعالى في هذا الطريق، ودرجة التحسن التي حدثت لك -وهي كبيرة بفضل الله- يجب أن تكون دافعًا سلوكيًا قويًّا يمنع الانتكاسات -بإذن الله تعالى-.

الذي أراه هو أن تتناول (السبرالكس) بجرعة عشرة مليجرام حسب الخطة التي رسمتها لنفسك وهي مدة ستة أشهر، بعدها ابدأ في الجرعة التمهيدية للتوقف ثم جرعة التوقف، ولا أريدك أبدًا أن تتشاءم أو تعيش تحت ما نسميه بالقلق التوقعي، ربما يحدث هذا أو لا يحدث.

احتمال الانتكاسة موجود، وهو تقريبًا من ثلاثين إلى أربعين بالمائة، وهذه ليست كارثة، وحتى إن حدث بعد ذلك نقول أن الإنسان يجب أن يتناول الدواء لمدة أطول، فهذا هو الترتيب الصحيح وهذا هو الترتيب الأفضل.

بالنسبة لاستعمال (البروزاك) فهو دواء يتميز بأن لديه إفرازات ثانوية، هذه الإفرازات الثانوية تمنع حدوث أي نوع من الآثار الانسحابية التي قد تحدث مع (السبرالكس) لذا يفضله بعض الناس أو ينصحون باستبدال (السبرالكس) (بالبروزاك) حتى لا تحدث هذه الظاهرة السلبية، لكن من حيث التوافق العلاجي (البروزاك) ليس بأفضل من (السبرالكس) في علاج الرهاب الاجتماعي.

فبارك الله فيك أخي الكريم، ونشكرك كثيرًا على ثقتك هذه وعلى منهجك العلمي المنضبط، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ويمكنك أن تتواصل معنا متى ما رأيت أن ذلك ضروريًا.

وبالله التوفيق والسداد.

وننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637) ففيها خير كثير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية رهف عبد العزيز ال النويصر

    جزالك الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً