الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوم بحركات غريبة وغير مفهومة، فهل أنا مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أمر بظروف صعبة جداً وغريبة أيضاً، منذ سنة وأكثر، عندما أنزل للشارع أحس بشيء يتغير، فمي يتحرك ويطلع للأمام قليلاً، وأقوم بحركات لا إرادية، وفي مشيتي أيضاً، وكأنني إنسان غير طبيعي وغريب الأطوار، حتى نظراتي غريبة، وأبدو وكأنني غضبان وحزين، علماً أني لست كذلك، ولا أفعلها، وعندما أرجع للبيت كل شيء يتغير وأرجع طبيعياً، وأتساءل هل الناس تراني طبيعياً أم مريضاً؟ مع أن أهلي وأصحابي يتكلمون معي وكأني شخصية لها وقار.

أيضاً أنا أتخيل أني أكلم الناس، لكن الأشخاص الذين أتخيلهم أفتعلهم حين أكون لوحدي، وأصبحت بصورة دائمة ما أقدر أتحكم فيها وأنا في الحمام، وللأسف بعض هذه الأعراض تأتيني وأنا مع أهلي، وربما تتغير صفاتي أيضاً وصوتي، مع أني كنت سليماً وأنا صغير، حتى وأنا كبير، أنا أرى أن تكون لأجل طفولتي، وأهلي يكلموني وكأني أعيش عيشة ملك.

أصبحت شخصية ضعيفة، وجبانة وانطوائية، بسبب المشاكل هذه، أنا أكره الناس، وأكره أهلي بسبب التغيرات، مع العلم أن أبي طبيب، وقال إن كل هذه أمور طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا لا أعتقد أبدًا أنك تعاني من علة عضوية، هذا التغير الذي يحدث في فمك ونظرتك نحو نفسك أنك إنسان غير طبيعي، لا أعتقد أنها حالة مرضية عضوية، ربما يكون نشأ فقط من تغيرات نفسية، هذه المرحلة العمرية التي تمر بها، فيها الكثير من التغيرات النفسية والجسدية والوجدانية، وهذه المرحلة تتميز أيضًا بأن الإنسان يكون متنازعًا فيما يخص هويته ومستقبله، وهذا يؤدي إلى هذه المشاعر الغريبة في بعض الأحيان.

أنا أعتقد أن الأمر لا يتعدى هذا، وعليه الذي أطلبه منك هو أن تتجاهل هذه الأعراض تمامًا، أن تحاول أن تركز على دراستك، أن تكون لك أنشطة اجتماعية، وأنت -الحمد لله تعالى- ينظر لك الأصدقاء بأنك شخص محترم ووقور، هذا يجب أن يكون حافزًا قويًّا لك للمزيد من التعامل الاجتماعي الإيجابي، وأن تثق في نفسك.

أعط نفسك مجالاً لممارسة الرياضة، والتركيز على الدراسة كما ذكرت لك أمر مهم جدًّا، لأن قيمة الإنسان الحقيقة يشعر بها من خلال اكتسابه للمعارف العلمية، والحرص على العبادات في وقتها.

هذا هو الذي ننصحك به، -وإن شاء الله تعالى- هذه المتغيرات متغيرات عرضية كما ذكرت لك، وسوف تنتهي، وإذا لم تتحسن الأحوال بعد فترة ستة شهور أنصحك بأن تقابل الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روسيا الإتحادية ابو عطية

    تقريبا نفس حالتي انا الان في مرحلة الثانوية

  • رومانيا منو

    لا عادي لاتخااف

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً