الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بالاستمتاع في نزهتي مع زوجتي وأبنائي فما الحل؟

السؤال

استمتاعي مع أصدقائي بالخروج معهم للمطاعم والكافيهات والاستراحات نهاية الأسبوع أكثر من استمتاعي مع خروجي مع زوجتي وأبنائي الصغار للتنزه؛ حيث إنه تحدث مشاجرة بيني وبين زوجتي نهاية الأسبوع للخروج بهم للتنزه، إما بالأسواق أو بالمطاعم أو الحدائق، ولا أستمتع بالخروج معهم، وعندما أخرج أفتعل لهم إزعاجاً بالذهاب للمنزل؛ لأن لنا الآن ما يقارب الثلاث ساعات ونحن بالملاهي، وأقول لهم يكفيكم ذلك وأرجعهم للبيت وهم منزعجين -أي نخرج العصر، ونرجع المغرب أو بعد صلاة المغرب-.

السؤال: كيف أمتع نفسي بخروجي مع أبنائي؟ أنا من وجهة نظري أنني أكره خروجي مع أبنائي لإزعاجهم لي بالأسواق والملاهي، وبكائهم أحيانا، وهذا يحرجني أمام الناس كثيرا.

لذلك أصر أن تخرج زوجتي وأبنائها مع أخواتها وأهلها، وهي ترفض ذلك بتاتا بحجة أنها تريدني أن أخرج معهم للتنزه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبونواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك مأجور على خروجك مع أولادهم، وعلى إدخال السرور عليهم، والمسلم يؤجر على ملاعبة أهله.

وحاجة الأطفال إلى اللعب والترفيه لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ولا يمكن أن تحصل تربية ناجحة وصحيحة إلا بوجود الأب والأم مع الأبناء.

وتعب الأطفال راحة ومتعة فلا تتحرج من لعبهم وإزعاجهم، وتذكر أن قدوتك في ذلك هو رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي كان يذهب ليبحث عن الحسين ويقول للزهراء رضي الله عنها (أثم لكع) وهي كلمة تطلق للجاهل الصغير فإذا وجدهم سارع إليه وسارعوا إليه وارتموا على صدره ووجهه فيضاحكهم ويقبلهم، ويخرج لهم لسانه، ولم ينزعج عليه صلاة الله وسلامه حتى من ركوب الحسين على ظهره في صلاة الفرض والنافلة، والعجيب أن ذلك كان في الصلاة فكيف ننزعج نحن من إزعاجهم لنا في الأسواق أو المنتزهات التي أعدت أصلاً للعب والمرح؟

ولا شك أن الخروج مع الأصدقاء أيضاً مطلوب، ولكن ليس على حساب حقوق الزوج والأولاد فهم الأصل، وخروجك معهم فيه تربية وصلاح لهم وحفظ وصيانة، ونحن نطالب كل شاب متزوج أن يبحث عن أصدقاء صالحين ويربط أسرته بأسرهم حتى يشاركوهم في الخروج أحياناً، وينصرف كل واحد إلى أسرته في بعض الأحيان، والمشكلة أن بعض من يتزوج يحافظ على ارتباطه مع أصدقائه العزوبية ( غير المتزوجين) .

وطبعاً إذا كان الأصدقاء من غير المتزوجين فلن يقبلوا بذهابك عنهم، وربما قالوا اترك الزوجة وتعال عندنا، أو أنت تغيرت بعد الزواج، ونحوها من العبارات التي قد تحرج الرجل، والصواب أن يكون الشباب مع أمثالهم، والمتزوجون مع أقرانهم.

وأرجو أن تعلم أن كل الرجال يتضايقون من طول وقت التسوق والتنزه مع الزوجة والأطفال، وهذا في الحقيقة أمر يحتاج أن يفهم الرجال أن التطويل من طبيعة النساء، وعلى الرجال أن يحتملوا ذلك، وأن يقدموا التنازلات.

زوجتك محقة وخروجها معك هو الأصل، وبالتالي لو استطعت أن تجعل لأسرتك وقتا خاصا تتفقون عليه ولا تشتغل فيه بغيرهم ، فسوف تجد لذلك أطيب الثمار والآثار على زوجتك وأطفالك.

والحقيقة أن الإنسان يستطيع أن يمتع نفسه بخروجه مع أطفاله وأسرته إذا شاركهم اللعب، وأدرك أنه يؤجر على هذا العمل، بالإضافة إلى الفوائد التربوية للأسرة والأبناء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً