الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعود طفلتي على قضاء حاجتها في الحمام؟

السؤال

ابنتي عمرها سنتان ومازالت تقضي حاجتها على نفسها, مع العلم أنها لا تستطيع الكلام, فهل من الممكن أن أعرف كيف أعلمها وأدربها لدخول الحمام؟

حاولت معها منذ حوالي أربعة أشهر بالتدريب, وأظل أشجعها, وهي تجلس في الحمام لكن بدون فائدة, فترضى مرة بدخول الحمام, ومرة لا, ولا تأتي من تلقاء نفسها, بل من الضروري أن أتبعها, ولا تُظهِر لي أي علامة, وتقضي حاجتها على نفسها, ولو كانت تلبس الحفاظ فلا تتضايق إذا قضت حاجتها فيه, بينما تتضايق لو كان في البنطلون.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما دامت الطفلة طبيعية في مستوى ذكائها ومقدراتها, فسوف تتغير -إن شاء الله تعالى- وسوف تتحكم في ما يخرج منها.

أهم شيء أن تشعري ابنتك بالأمان, وأن لا تلحي عليها في هذا التدريب, الإلحاح والمطاردة للطفل لكي يتحكم في البول له انعكاسات سلبية, دربيها بلطف شديد، وحين تجلس على المرحاض قومي بملاعبتها وبمداعبتها, وانزلي إلى المرحلة الطفولية أنت ذاتك, اجلبي لها لعبتها المفضلة، اجعلي من الموقف هذا موقفا جميلا ينظر إليه الطفل بتشوق وقبول, هذا من المناهج الطيبة, ومن الأساليب المقبولة جدًّا، أما الإلحاح على الطفل فهذا لا شك أنه ذو نتائج سلبية.

وحين تتبول على ملابسها مثلاً, لا تعتبري هذا الأمر كارثة، خذيها أيضًا بعطف وبمودة، ويمكنك أن تبدي مؤشرات بسيطة للتوبيخ دون إسراف في ذلك, ضميها إليك، حببيها في هذا الأمر، وهذا هو المهم، ولا شك أن التحفيز للطفل هو المدى الرئيسي لهذه الأمور التربوية.

لا تجعلي موضوع البول والتحكم فيه هو القضية التربوية الرئيسية لابنتك, هذا مهم جدًّا, دعيها تلعب، دعيها تمرح، اعطيها فرصة للاختلاط مع الأطفال الآخرين، هذا أيضًا يقوي من إرادتها الداخلية, ومن عزيمتها، وبصورة لا شعورية ولا إرادية سوف يحدث التغير الإيجابي فيها، وهذا بالطبع سوف يشمل التحكم في البول.

ربما يكون من المفيد أيضًا أن تحددي لها أوقاتا تجعليها تجلس على المرحاض، مثلاً كل ثلاث أو أربع ساعات، هذه وسيلة جيدة جدًّا, لكن تحديد الزمن والأوقات التي سوف تجلس على المرحاض لابد أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمحفزات التي ذكرناها، وهي ملاعبة الطفل في تلك اللحظة، ويجب أن تتحيني الفرصة التي يكون فيها الطفل ليس مشغولاً بأمر ما, كثير من الأطفال نحاول أن نصرف انتباههم من ألعابهم مثلاً, ونأخذهم للقيام بنشاط مختلف، هذا يخل كثيرًا برغبة الطفل, ويجعله عنيدًا, ولا ينفذ ما نطلبه منه, إذن تخيري اللحظات، تحيني الأوقات، حببي الطفلة إلى هذا الأمر، ولاعبيها وداعبيها.

وأقول لك: إن هذه الأمور هي أمور طبيعية لدرجة كبيرة، يتفاوت الأطفال فيها, وإن شاء الله تعالى سوف يأتي التغيير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقر عينك بها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً